محاولة في حقيقة النقطة – أديب كمال الدين

(1)

كانت النقطةُ تحت

وقتها كنتُ ملكاً عاشقاً

ثم انتقلت النقطةُ فوق

فصرتُ صعلوكاً فشحّاذاً فلا شيء

(2)

استمرّ صعود النقطةِ عشرين عاماً

بالتمامِ والكمال

خلالها حلّقت الطائراتُ مرّتين

واحترقتْ مرتين

فاستبدلتُ رائي بالألف

وعيني بالدال ودالي بالياء والباء

واكتشفتُ الخمرةَ الآلهيةَ بدلاً من الخمرة المغشوشة

وضعتُ حتّى اكتشفتُ أرخبيل الضياع

وعدتُ كأنني ولدتُ للتو

بشعرٍ أبيض

وقلبٍ مليء بالندوب.

(3)

من حقي أن أسأل الأبجدية

أن أسأل الباءَ نفسها كيف أصبحتْ نوناً

فتحوّلتُ من معشوقٍ يـُنتـَحرُ في سبيله

إلى شيء مجرد ذكر اسمه

يبعث على الغثيان؟

من حقي أن أسأل الأبجدية:

كيف تحولّتُ من مشعلٍ للحرائق إلى عامل إطفاء؟

(4)

من حقي أن أسأل

أنا الذي ضاجعتُ النسيانَ على فراشٍ بارد

كيف ظهرت الباءُ دامعة

وسط الياء والسين؟

كيف أبكي وأنا عند الوليّ السعيد؟

(5)

اللعبةُ واضحة

والجوابُ ذهب إلى المستشفى

بحثاً عن العلاج

(6)

ليست هنالك من لعبةٍ

أو علاج

ليس هنالك من سؤالٍ

أو جواب.

(7)

وسؤالي:

كيف تحوّلت الباءُ إلى نون؟

كيف تحوّلتُ من ملكٍ مطاع

إلى شحّاذٍ يرميه الأطفالُ بالحجارة؟

(8)

الأسئلةُ تلد بعضها

تلك حقيقة الأسئلة.

(9)

لكنني لا أبحثُ عن حقيقة الأسئلة

أنا أبحثُ عن حقيقة النقطة.

(10)

حقيقة النقطة في الموت