محاولة في الجنون – أديب كمال الدين

(1)

القمرُ على الباب

معلّق من قدميه.

(2)

الكلّ انطوى على نفسه

كوترٍ مقطوع.

(3)

الأصدقاءُ تناسلوا هنا أو هناك

أكاذيب وترّهات.

(4)

المعنى معتقل في نفسه

ولا أحد يستطيع أن يفتديه

حتّى أنا.

(5)

أولئك الذين ماتوا

أحسنوا كتابة قصائدهم المهدّمة.

(6)

البارحة متّ

وفي الصباحِ، كالعادةِ، استيقظت.

(7)

الجوع رسالة

لا تحتاج سوى أن تغلقها

وترسلها إليك،

عفواً

إليّ

(8)

ماتت المرأةُ: الحلمُ، والمعنى، والفجر

وكان موتها مناسبة لحلول أربعين كارثة أخرى.

(9)

الجنونُ جميل

لأنه صندوق بريدي المليء بالطيور

ومستقبلي المليء بالظلمات.

(10)

احتجّتْ حروفي

على جبالِ الحزنِ فيها

فقمعتها بيدٍ من حديد

وصبرٍ ورعب.

(11)

مات الشاعرُ والوليّ

مات الفيلسوف

ومات المؤرخ

وحين مات بائعُ الفواكه

حينها، فقط، احتجّ الناس.

(12)

صديقي الوحيد الذي نجا

أرسل لي رسالةً مليئةً بالأفاعي والبوَم

رسالة ملأتْ بيتي رعباً.

(13)

حين قرأتُ قصائدي البارحة

في احتفالٍ عام

كان هناك جمهور غفير

لم أكن أحلم به.

كان هناك، فقط، قلبي

ومائدتي

ودمي.

(14)

حبّك آية من نور

وأنتِ ياحبيبتي

نبيّة من ظلام.

(15)

حين كتبتُ اسمكِ ارتبكتُ

فلقد أحببتُ حروفه بجنون

وخشيتُ أن يراها الناس

بل خشيتُ أن أراها أنا.

(16)

أين أنتِ

لتعيدي إلى دمي طبول أفريقيا

وخزعبلات آسيا

وأشباح العالم السفلي؟

(17)

صار حبّكِ قصيدة

يهيمُ بها كلّ مجانين الأرض .

يا للروعة

(18)

حبّك قاد شعري

إلى كنهِ الحروفِ والنقاط

وقادني إلى العظمة

إلى جنون العظمة

(19)

آ…….

القمرُ على الباب

رفع احدى قدميه