محارة الرمل – بهيجة مصري إدلبي

أخبئُ الحزن في روحي لأنفيها … وأقرأُ السرَّ في أقصى منافيها

خُلقتُ في حيرةٍ أدركتُ أولَها … وتهتُ حتى سرى في النفس ما فيها

أنا ابنةُ الريح لا صحراءَ تجمعني … ولا قصائدَ تطويني قوافيها

أعانقُ الصمتَ حتى ينجلي وجعي … وأتركُ النفس تصحو في أثافيها

فأكشفُ البحرَ أسماءً ومتسعاً … وموجةً أشعلتْ أعماقَ خافيها

رأيتُ خلف المدى ما كان يقلقني … محارة الرمل حيرى في حوافيها

فسرتُ حتى انتهى فيما انتهى بصري … ولامسَ الغيبُ روحي كي يوافيها

أنا هناك هنا في ظلِ بينهما … أنا الحقيقةُ والوهمُ الذي فيها

أنا الضلالةُ في جهلي وفي قلقي … وللمسافة في شكي مرافيها

قرأت في لوحي المسلوخِ من جسدي … ما غابَ في النفس حتى كاد يخفيها

فآنستْ حيرتي ما كان يتعبها … سراً يُعاودها في السرِّ يشفيها

فعدتُ من تعبٍ والصمتُ يسكنني … والنفسُ قد أدركتْ أعماقَ صافيها

قالت هنا قلقي أسرارُ معرفتي … والريح راحلتي غابت ملافيها

وفي اليقين سرتْ في النفس غاشيةٌ … حتى توارتْ إلى أمداءَ تكفيها