متيمٌ شفه السقامُ – الهبل

متيمٌ شفه السقامُ … تشجيهِ إن غنتِ الحمامُ ؛

في حبّ ساجي الرنا غريرٍ … في ريقه الشهدُ والمدامُ ؛

كأنه في الأثيل منهُ … بدر دجى ً حفه الظلامُ

أنفقتُ صبري على هواهُ … وحظيَ السهدُ والسقامُ ؛

عذبُ اللمى ؛ كم أهيمُ فيهِ … وجداً ؛ ولا ينفعُ الهيامُ ؛

وكمْ قطعتُ الظلام سهداً … حتى جفا جفني المنامُ ؛

يمنعني وصله لحيني … كأنما وصله حرامُ ؛

ولا كتابٌ ولا جوابُ … ولا سلامٌ ولا كلامُ ؛

يا قمراً حلّ عقد صبري … فما لسري بهِ انكتامُ ؛

اللهَ في مغرمٍ عميدٍ … قد شفه الشوق والغرامُ

وكم خلي يلومُ جهلاً … وكلّ من حبَّ لا يلامُ ؛

قالتْ له مقلتاك مهلاً … لا عذل ؛ فالسابق الحسامُ

ملكتَ يا مالكي قيادي … وصحَّ في كفكَ الزمامُ ؛

فافعلْ كما تشتهي فإني … لم أرضَ إلاكَ والسلامُ ؛

وأبدِِ للحاسدين وجهاً … لو أبصروا حسنهُ لهاموا ؛

و لا تصخُ للوشاة وارفقْ … بمغرمٍ دمعهُ سجامُ ؛

أفديكَ ؛ قد برحَ الجفا بي … وقدْ وهتْ للقلى العظام ؛

وجلّ مقصودي التلاقي … أستغفر الله والكلامُ

حملتني في هواك مالا … يقوى على حمله شمامُ

وأمل العاذلون صبري ؛ … يا بعد ما املوا وراموا ؛

ما بعدَ الموتَ قلُّ وجدٍ … عني ولمْ ينقضِ الغرامُ ؛

لكنني قد خفيتُ سقماً … عنه ؛ فلم يلقني الحمام

وفاتر الطرف ليس يرعى … لديه عهدٌ ولا ذمامُ ؛

بعدهُ الحاسدونَ عني ؛ … فوصلهُ قطّ لا يرامُ .

أغرّ حلو اللمى رقيقٌ … للبدرِ من حسنه التمامُ ؛

يحقّ لي أنْ أهيمَ فيهِ ؛ … وحقّ في مثله الهيامُ

ألحاظهُ كالسهامِ فعلاً … بلْ فوقَ ما تفعلُ السهامُ

وقدهُ كالقضيب ليناً ؛ … بل دونهُ السمرُ والبشامُ ؛

مهفهفٌ حسنه بديعٌ … يقصرُ عن وصفه النظامُ

في صفحة الخدّ منه راحٌ … و خاله مسكه ختام . ؛