ما يريدُ الشَّوقُ من قلبِ مُعنَّى – أسامة بن منقذ

ما يريدُ الشَّوقُ من قلبِ مُعنَّى … ذكر الألاف والوصل فحنا

حسبه ما عنده من شوقه … وكَفاهُ من جَواهُ ما أَجَنَّا

كلَما شاهد شملاً جَامِعاً … طار شوقاً وهفا وجداً وأنا

عاضه الدهر من القرب نوى ً … ومن الغبطة بالأحباب حزنا

فرثى من رحمة عاذله … ورأَى الحاسِدُ فيه ما تَمنَّى

ويحَهُ من زَفرة ٍ تعتادُه … وهُمومٍ جمَّة ٍ، تَطرقُ وَهْنَا

يا زَمانَ القربُ، سُقياً لَك، مِن … زَمنٍ، لو كان قُربُ الدَّارِ أغْنَى

لم تكن إلا كظل زائل … والمسرات تلاشى ثم تفنى

ساءَنا ما سرَّنا من عيِشنَا … بعد ما راق لنا مرأى ومجنى

فافْتَرقْنا بَعد مَا كُنَّا صَدًى … إن دَعَوْنَا، وكَفَانَا قولُ: كُنَّا

وكذا الأيام من عاداتها … أنها تعقب سهل العيش حزنا

خلق للدهر ما أولى امرأ … نعمة ً منه فملاه وهنا

وكذا الباخل ما أسدى يداً … قط إلا كدر المن ومنا

قل لأحبَابٍ نَأَتْ دَارُهُمُ … وعلى قربهم أقرع سنا

سَاءَ ظَنِّي باصْطِبَارِي بعدَكُم … ولقد كنتُ به أُحسِنُ ظَنَّا

لأُبِيحنَّ الجَوى من كَبْدي … موضعاً لم يبتذل عزا وضنا

وأذيلن دموعاً لو رأت … فيضهن المزن خالتهن مزنا

أسفاً لا بل حياء أنني … بعدَكُم باقٍ، وإن أَصبحتُ مُضنَى

لا صفا لي العيش من بعدكم … ما تَمادَتْ مُدّة ُ البينِ وعِشْنا

وعَجيبٌ، والَّتنائِي دُونكُم … أنكُم مِنِّي إلى قَلبَي أدْنَى

حيث كنتم ففؤادي داركم … وعلى أشباحِكُم أُغمِض جَفْنَا

كلمات: بدر بورسلي

ألحان: عمار الشريعي

1987