ما لي وإياكَ غيرَ اللهِ من سندٍ – محيي الدين بن عربي

ما لي وإياكَ غيرَ اللهِ من سندٍ … وفاز من يتخذ ربَّ الورى سندا

هو المهيمن فوقَ العرشِ مسكنه … كما يليقُ به ديناً ومعتقدا

يأتي وينزلُ والألبابُ تطلبه … كما روينا على المعنى الذي قَصَدا

ومنْ يكونَ على ما قلتُ فيهِ فقدْ … وفى بما كلفَ الإنسانُ واقتصدا

ودعْ مقالة َ قومٍ قالَ عالمهمْ … بأنهُ بالإلهِ الواحدِ اتحدا

الإتحادُ مُحال لا يقولُ بهِ … إلا جهولٌ بهِ عنْ عقلهِ شردا

وعن حقيقتِه وعن شريعته … فاعبدْ إلهكَ لا تشركْ بهِ أحدا

وانهض إلى واهب الأسرار تحظ به … ولتتخذْ عندُه قبلَ القدومِ يدا

عليه من دارك الدنيا ومن فكر … تظلُّ منْ أجلها في حيرة ٍ أبدا

وكن إماما ولا تسعى لمفسدة … بكل وجهٍ وكنْ في الحكمِ مجتهدا

ولا تغالطْ بتعليلٍ وأقيسة ٍ … وكنْ عن الرأي والتقليد مُنفردا

إني نصحتكَ والرحمنُ يشهدُ لي … كما أمرتُ وهذا كلهُ وردا