ما لأيامِ ذا الصبا تتفانى – مصطفى صادق الرافعي
ما لأيامِ ذا الصبا تتفانى … وقديماً عهدتها تتوانى
ذهبت بالصبا سلامٌ عليها … من فؤادٍ بحبها ملآنا
كل ذي حالة سيمنى بأخرى … ويلاقي بعد الزمانِ زمانا
والفتى من إذا تغيرَ حالٌ … لم يقف في وجوهِهِ حيرانا
هذهِ ساعة الحصادِ فمن كا … نَ تعنى أراحهُ ما عانى
والذي يزرعُ التهاونَ في الأش … ياءِ لا يجتنيهِ إلا هوانا
ليس يجدي الإنسانَ أن يأملَ النا … سَ فلاناً من قومهِ وفلانا
فاسعَ في الأرضِ إن عقبانَ هذا … الجوِ لا يرتضينَ منه مكانا
واحذر الناسَ إنما يأمنُ النا … سَ صبيٌ يظنهم صبيانا
واركبِ الجدَ في الأمورِ ولا تجبنْ … إذا فاتَ بعضها أحيانا
إن هذا الوجودَ كالحربِ لا يُكْرَ … مُ في الحربِ من يكون جبانا