ما بَالُ جَهْلِكَ بَعدَ الحِلمِ وَالدِّينِ – جرير
ما بَالُ جَهْلِكَ بَعدَ الحِلمِ وَالدِّينِ … وَقَدْ عَلاكَ مَشِيبٌ حِينَ لا حِينَ
للغَانِيَاتِ وِصَالٌ لَسْتُ قَاطِعَهُ … عَلى مَوَاعِدَ مِنْ خُلفٍ وَتَلْوِينِ
إنّي لأرْهَبُ تَصْدِيقَ الوُشَاة ِ بِنَا، … أوْ أنْ يَقُولَ غَوِيُّ للنّوَى بِيني
ماذا يهيجكَ منْ دارٍ تباكرها … أرواحُ مخترقٍ هوجُ الأفانين
هلْ غيرُ نؤيٍ محيلٍ في منازلهمْ … أو غيرُ أورقَ بينَ المثلِ الجونِ
يمشي بها البقرُ الموسيُّ أكرمهُ … مَشْيَ الهزَابِذِ حَجّوا بِيعة ِ الزُّونِ
مُجاشِعٌ قَصَبٌ جُوفٌ مَكَاسِرُهُ، … صِفْرُ القُلُوبِ منَ الأحلامِ وَالدِّينِ
ينفشونَ لحاهمْ بعدَ جارهمُ … لا بَارَكَ الله في تِلْكَ العَثَانِينِ
قالَتْ قُرَيشٌ، وَللجيرَانِ مَحْرَمة ٌ: … أينَ الحَوَارِيُّ يا فَيْشَ البَرَاذِينِ
بِالحَقّ أنْدُبُ يَرْبوعاً وَتَرْفَعُني … بحيثُ تقصرُ أيدي مالكٍ دوني
لا ترهبنَّ ورائي ما حيتُ لكمْ … جهلَ الغواة ِ وخلوهمْ وخلوني
لَوْ في طُهَيّة َ أحْلامٌ لَمَا اعتَرَضُوا … دونَ الذي كنتُ أرميهِ ويرميني
نحنُ الذينَ لحقنا يومَ ذي نجبٍ … وَالخَيْلُ ضَابِعَة ٌ مثلُ السّرَاحينِ
أمستْ طهية ُ كالمجنونِ في قرنٍ … و كانَ يمشي بطيئاً غيرَ مقرونِ
عندي طبيبٌ وقد أحمي مواسمهُ … يَكوي طُهَيّة َ مِنْ داء المَجَانِينِ
مَا بَالُ عُقْبَة َ خَضّافاً يُعَيّبُني، … يا ربَّ آدرَ منْ ميثاَ مأفونِ
يا عقبَ إني منَ القومِ الذينَ لهمْ … نعمى عليكَ وفضلٌ غيرُ ممنونِ