ما بحريثٍ نال ابنُه الكرما – ابن الرومي

ما بحريثٍ نال ابنُه الكرما … لكن بما قد أباحنا الحُرما

جادَ بأشياءَ لا يجادُ بها … لشيمة ٍ فيه بذَّتِ الشيما

كلُّ جوادٍ في مِلْكه حَرَمٌ … وليس شيءٌ في مِلكهِ حَرُما

أصبحَ قُدَّامَ من تقدَّمه … جودا وإن همْ تقدموا قِدَما

يا أيها العائبون شِيمتَهُ … ضعوا المقاييسَ بيننا حَكما

أسمحُ من تعلمونَ حاتِمُكُم … وإنما كان يمنح النَّعما

فمَنْ سختْ نفسُهُ بحرمته … فهْو الذي ليس بعدهُ كرما

ثلاثة ٌ يُعرفُ السَّخاءُ بها … فقوِّموها ورتِّبوا القِيما

المالُ والنفسُ وهي تفضُلُهُ … والحُرُماتُ التي تفي بهما

وذاك أن النفوس تخطر عن … هنَّ وتستمطرُ السيوفَ دما

واللَّهِ أنْ لو رآه حاتمُكُمْ … وكعبُكُم ألقيا له السَّلما

أُثني عليه ببعضِ نِعمَتِه … فأرغم الله أنف من رَغِمَا

والحمد لله لا شريك له … من لَم يَقُلها فنفسه ظلما