ماهذه النفوس قداح – محمد مهدي الجواهري
قلى لك يا عصر الشبيبة والصبا … فإنك مغدى للأسى ومراح
صحبتك مر العيش لا الروض يانع … لدىَّ ولا الماء القراح قراح
تفيأت أطلال التصابي وإنما … نصيبي منها حسرة وبراح
حشى أفسحت فيه المنى خطواتها … فضاقت به الأرجاء وهي فساح
يقولون : محصوص الجناح هفت به … هموم وماذا يستطيع جناح
على رسلكم إن الليالي قصيرة … وما هي ألا غدوة ورواح
أأحبابنا ماذا التغير لا الهوى … بصاف ولا تلك الوجوه صباح
تحولتم عن ركب الحب واستوى … مشوب وداد عندكم وصراح
إلى م انخداعي بالمنى وهي غرة … وتركي فيها الجدَّ وهو مزاح
هموم ترى في كل حين بمظهر … سواء هديل شائق ونواح
أغاض دموعي أنهن كرائم … وأن النفوس الآبيات شحاح
وما أعربت خرس الأراك بلحنها … عن الحب إلا كي يقال فصاح
لأهل الهوى ياليل فيك سرائر … عجاب وغدر ان ينمَّ صباح
رأوا فيك مخضر الأماني فعرسّوا … بجنحك ا شاء الغرام وناحوا
نغض لمرآك الجفون وإنما … عيون الدراري في دجاك وقاح
خروق نجوم في سماء تلاوحت … كما لاح في جسم الطعين جراح
ومرضى قلوب من وعود وخلفه … ولم تهو يوماً أنهن صحاح
براها الأسى حتى استطار شرارها … فرفقاً. فما هذي النفوس قداح