مالي أَسَلُّ من القِراب وأغمدُ – ابن الرومي

مالي أَسَلُّ من القِراب وأغمدُ … لِمَ لا أُجرَّدُ والسيوفُ تجرَّدُ

لِمَ لا أجرَّبُ في الضرائب مرة … يا للرجال وإنني لمَهند

بل قد حكى التجريبُ أني صارم … ذَكَرٌ فلِمْ أُلْقَى ولا أتقلَّدُ

لم لا أُحلَّى حلية ً أنا أهلُها … فيُزان بي بَطَلٌ ويُكْفَى مشهدُ

إن الحُلَى عند الحسام وديعة ٌ … ليست تضيع لديه لكن توجدُ

عرِّج أبا موسى عَليَّ فإنني … فيمن تليه ومن يليك مردَّدُ

أنا من علمتَ مكانه وابنُ الذي … ما زال فيكم بُستعان فيحمدُ

لا تبتروا عندي وعند أبي يداً … بيضاء ما جُحَدَتْ وليست تُجحدُ

إن الأيادي لا تُجِدُّ لديكم … لكن تدرع عندكم وتُعضَّدُ

أولو وليكُم حديثاً مثله … يصل القديم وتُسْتَتمُّ به اليدُ

يثمرْ لكم حَمدين حمداً منكُم … لهما وحمداً منهما لا ينفدُ

لا بل دعونا وانظروا لصنيعكم … فينا فلم يك مثله يُستفسَدُ

أرعوا زروعكمُ عيونَ تَعهُّدٍ … منكم فمثلُ زروعكم تُتَعَهَّدُ

لا تُبرئوا داءَ الحسود بجفوْة ٍ … مسَّتْ أخاً لكُمُ عليكمْ يُحسَدُ

ما بال عزمك حين تنظرُ نظرة ً … في باب مصلحتي يُحَّلُ ويُعقَدُ

ما هذه الوقفاتُ فيما تَرْتَئي … ولك البصيرة ُ والزِّماعُ الأرْشَد

فَكِّرْ لَقيتَ الرشْدَ فيَّ فلم يزل … لك رأيُ صدقٍ في الأمور مسدَّدُ

أأجور عن رَشَدي وشيْبي شامل … وقد اهتديتُ له ورأسي أسودُ

أني وكيف تُضلُّني شمسُ الضحى … قصدي ويهديني الظلامُ الأربدُ

أنا من عرفتَ وفاءه وصفاءه … وولاءه إياكَ مذ هو أمردُ

فاسعدْ بفضل أمانتي وكفايتي … ونصيحتي مع أنَّني بك أَسعدُ

إن لا أكن في كلِّ ذلك أوحداً … فَرْداً فإني في المودة أوحدُ

هبني امرءاً ليستْ له بك حرمة ٌ … تُرْعَى أما لي زَلَّة ٌ تُتَغَمَّدُ