لِيَهْنِ الضِّياعَ وكُتَّابَها – ابن الرومي

لِيَهْنِ الضِّياعَ وكُتَّابَها … وعُمالَها ثم أربابَها

طُلُوعُ السعودِ بديوانِها … غَداة َ تقلَّدتَ أسبابَها

وَرَدْتَ على رَشَدٍ دارَها … وفتَّحتَ باليُمن أبوابَها

وأحييتَ بالعزِّ عمَّالَها … ودرَّعتَها فيه جِلبابَها

فأضحت بذكرك معمورة ً … وقد رام غيرُك إخرابَها

تداركها بك نُصحُ الوزير … فشدّ بحزمِك أطنابَها

وصان بعدلِك أموالَها … وكفَّ به منك إنهابَها

فلا زلتَ في نَعَمٍ شاكراً … عليهنَّ ذا العرش وهَّابَها

أبا الصقرِ تفديك نفسُ امرىء ٍ … دعتك لتفريج ما نابَها

ومَتَّتْ إليك بذِمَّاتها … ومثلُكَ قدَّمَ إيجابَها

لقد أنشبتْ حادثاتُ الزمان … مخالبَها بي وأنيابَها

ونالت عُداتي بطول المُقام … على عطلتي فيَّ آرابَها

وقد مكَّنتكَ من العارفاتِ … جُدودٌ توليتَ أحسابَها

فلا تنسيَنَّ عِداتٍ مضتْ … فقِدماً تلبَّستَ أثوابَها