لِمَنْ طَلَلٌ أبْصَرتُهُ فَشَجَاني – امرؤ القيس

لِمَنْ طَلَلٌ أبْصَرتُهُ فَشَجَاني … كخط زبور في عسيب يمانِ

دِيَارٌ لهِنْدٍ وَالرَّبَابِ وَفَرْتَني … ليالينا بالنعفِ من بدلان

ليالي يدعوني الهوى فأجيبهُ … وأعينُ من أهوى إليّ رواني

فإن أمس مكروباً فيا ربّ بهمة … كشَفتُ إذا ما اسْوَدّ وَجْهُ الجَبانِ

وإن أمس مكروبا فيارُبّ قينة … منعمة أعملتُها بكران

لهَا مِزْهَرٌ يَعْلُو الخَمِيسَ بِصَوْتهِ … أجَشُّ إذَا مَا حَرّكَتْهُ اليَدَانِ

وان أمس مكروباً فيا ربُ غارة … شَهِدْتُ عَلى أقَبَّ رَخْوِ اللَّبَانِ

على ربذٍ يزدادُ عفواً إذا جرى … مسحٍّ حثيث الركض والزالان

ويخدي على صم صلاب ملاطس … شَدِيدَاتِ عَقْدٍ، لَيّنَاتٍ مِتَانِ

وغيث من الوسمي حو تلاعهُ … تبطنتهُ بشيظم صلتان

مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ مَعاً … كَتَيسِ ظِبَاءِ الحُلّبِ العَدَوَانِ

إذا ما جنبناهُ نأود متنُهُ … كعِرْقِ الرُّخامى اهْتَزّ في الهَطَلانِ

تَمَتّعْ مِنَ الدّنْيَا فَإنّكَ فَاني … مِنَ النَّشَوَاتِ وَالنّسَاءِ الحِسَانِ

مِنَ البِيضِ كالآرَامِ وَالأُدمِ كالدّمى … حواصنها والمبرقات الرواني

أمِنْ ذِكْرِ نَبْهَانِيّة ٍ حَلّ أهْلُهَا … بِجِزْعِ المَلا عَيْنَاكَ تَبْتَدِرَانِ

فَدَمْعُهُمَا سَكْبٌ وَسَحٌّ وَدِيمَة ٌ … وَرَشٌّ وَتَوْكَافٌ وَتَنْهَمِلانِ

كَأنّهُمَا مَزَادَتَا مُتَعَجِّلٍ … فريانِ لما تُسلقا بدهانِ