لَمّا غَدا الثعْلَبُ منْ وِجارِهِ، – أبو نواس
لَمّا غَدا الثعْلَبُ منْ وِجارِهِ، … يَلتمِسُ الكسْبَ على صِغارِهِ
جَـذْلانَ قـدْ هَـيَّــجَ مـن دُوّارِهِ … عـارَضْـتُـهُ في سَـنَــن امْتيـــارِهِ
بِضَرِمٍ يَمْرَحُ في شِوَارِهِ، … في الحَـلَـقِ الصُّـفْـرِ وفي أسـيـارِهِ
مـضْـطـرِمَ القُـصـرَى من اضْطمارِهِ، … قد نحَتَ التلويحُ من أقطارِهِ
منْ بعْـدِ ما كـانَ إلى أصـبــارِهِ ، … غضّاً كستْهُ الخورُ من عِشارِهِ
أيـامَ لا يُـحْـبَسُ مـنْ عِـثـارِهِ ، … وهْـوَ طَـلى ً لم يـدْنُ من شِـفــارِهِ
فـي مـنـزِلٍ يحـجُـبُ عن زُوّارِهِ ، … يُساس فيه طَرَفيْ نهارِهِ
حتى إذا أحمدَ في ابتيارِهِ، … وآضَ مثـلَ القُـلـبِ من نُـضَـــارِهِ
كـأنّـمـا قُــرّبَ مـنْ هِـجَــارِهِ ، … يجـمـع قُـطـريـه من انْضـمــارِهِ
وإنْ تمَـطّى تـمّ فـي أشْبـارِهِ ، … عَـشْــرٌ، إذا قُـدّرَ فـي اقـتـدارِهِ
كـأنّ لَـحْيَـيْــهِ لــدى افـتِـــرَارِهِ، … شَكّ مساميرٍ على طوارِهِ
كأنّ، خلْفَ ملتقى أشفاره، … جـمـرَ غَـضـى ً يُـدمِـن في استعـارِه
سِـمْـعٌ ، إذا استرْوَحَ لـمْ تمــارِه ، … إلاّ بأنْ يُطلَقَ من عِذارِهِ
فـانصَــاعَ كـالكـوكبِ في انحـدارِهِ، … لفْـتَ المشـيـر مَـوْهِـنــاً بـنــارِهِ
حتى إذا أخْصَفَ في إحضَارِهِ، … خـرّقَ أذْنَـيْـهِ شـبَـا أظْـفَـــارِهِ
حتى إذا مـا انْشَــامَ في غُـبــارِهِ ، … عـافَـرَهُ أخْـرَقُ فـي عِـفــارِهِ
فتَلتَلَ المفْصِلَ من فِقارِهِ، … وقـدّ عــنـه جـانبي صِــــدَارِهِ