لينر شعاعك يا عروس النيل – جبران خليل جبران
لينر شعاعك يا عروس النيل … ويسر شراعك في أبر سبيل
أنت المليكة في الجواري فازدهي … ببدائع جلت عن التمثيل
راعي الغزالة والقضاء فلاتها … يرعى مهاة الماء رعي كفيل
أو ما ترى فوق الحباب خطورها … بين ابتسام الموج والتقبيل
يهفو الصحيح من الصبا ليميلها … فيخف ثم يمر مر عليل
وتظل تؤنسها النجوم بنباة … مهما تطل فالليل غير طويل
إن تنطلق راض العباب صعابه … فجرت على قدر من التسهيل
وإذا رست فالضفتان حدائق … زهرت بكل محبب وجميل
مدت إلى المرآة خضر ظلالها … نكست حقائقها حلى التخييل
بيت مشيد يستقل وفيه ما … يرضي القرى من طيب المحمول
زهيت معالمه بآيات النهى … من زي ألوان وغر شكول
فعقود نظم رصعت جدرانه … بلالئ استوقفن حين مسيل
يا صاحب الفلك التي أعلامها … خفاقة فرحا بكل نزيل
أكرم بنفسك حين قالت ساعة … لك ما يسر ضمير كل نبيل
حدث بنعمة ربك الصمد الذي … أعطاك ما أعطاك محض جميل
حدث بها فالجود أفضل ما به … يوفى له شكر على التفضيل
كم نعمة عند البخيل فقيدة … جعلت عطاء الله كالتطفيل
ليكن سخاءك والحياة سفينة … في الدهر بين إقامة ورحيل
أمنا ويمنا للحياة وربها … وسرور تجوال وسعد حلول