ليلى أجمعي الناس إلى محفل – جبران خليل جبران

ليلى أجمعي الناس إلى محفل … مصغ وكوني القينة الشاديه

دعوت للخير فجاءوا له … بأنفس طيبة راضيه

ما كلمات الشكر إن نهدها … ببعض ما جدت به وافية

آها لمنكوبين قد أحرقت … ديارهم غائلة جانيه

ريع يتاماهم وأطفالهم … وشردت نسوتهم باكيه

باتوا وما بعد الحمى من حمى … إلا كهوف في الدجى الغاشيه

كهوف نور شادها ساخرا … شعاع تلك الشغل الطاغية

أطنافها تندى شرارا فما … تحسبها إلا به داميه

من يرجع الشيخ إلى بيته … إلى مصلاه من الزاويه

من يسعف الكهل وحاجات من … يعول من أسرته ماهيه

من لرعوس فارقت خدرها … وأصبحت بعد الحلى عاريه

رأيت يا ليلى بعين النهى … أهوال تلك النكبة الداهيه

فهزت الرأفة أتارها … في نفسك المرنانة الصافيه

وما أناشيدك إلا صدى … منها لتلك الشيمة الساميه

ليلى استوى في التخت سلطانة … على قلوب الرفقة الصاغية

في روضة شائقة أنشئت … لساعة أزهارها زاهيه

تحت سماء فائض نورها … من ألف مصباح بها ذاكيه

ليلى أثيري من خبايا المنى … كنوز تلك النغمة الخافيه

وليذكر الناس غراما مضى … ولتذكر العاشقة الناسيه

وليجذل الجذلان وليبك من … يبكي لشكوى نفسه الشاكيه

ففي مثارات الهوى عندهم … خير لتلك الأنفس العانيه

قولي لهم يا ليل يطرب له … أشهاد تلك الليلة القاسيه

كأنني أنظر من حيثما … أرسلت تلك الدرر الغاليه

ندى من الرحمة يهمي على … نيران تلك الأربع الصاليه