ليتك لما لم تكن مسعدا – مهيار الديلمي

ليتك لما لم تكن مسعدا … أو مصلحا لم تكن المفسدا

كنتُ كثيرا بك فيما يرى … ظني فكثرتَ عديدَ العدا

وشى وقد قدمتهُ رائدا … لا تبعث الظلمة مسترشدا

يسومني الغدرَ بعهد اللوى … ما حقُّ من يغدرُ أن يعهدا

غيري أبو الألوانِ في حبه … يشكو الهوى اليومَ ويسلوا غدا

أصبو إلى طيبة َ من بابلٍ … ما أقربَ الشوقَ وما أبعدا

يا فارسَ الغيداء يبغي منى ً … بلغْ بلغتَ الرشأَ الأغيدا

يا حبذا الذكرى وإن أسهرتْ … بعدك والدمعُ وإن أرمدا

لا تأخذِ النفرَ بتقريقنا … فربما عاد لنا موعدا

بالغور دارٌو بنجدٍ هوى ً … يا لهفَ من غار لمن أنجدا

ما كان سلمى يوم فارقتكم … يا سلمَ منى حاملا أجلدا

سجية ٌ في الصبر عودتها … قلبيَ والقلبُ وما عودا

لم تدنني الأيامُ من عدلها … قطّ فألقى الجورَ مستبعدا

و إنما ينكرُ من عيشهِ … أنكدهُ من عرفَ الأرغدا

حوادثٌ أعجبُ من كرها … أن أتشكاها وأن أحسدا

ليتَ بني الدنيا التي لا ترى … لي نسبا منها ولا مولدا

كفتهمُ عنيَ أو ليتهمْ … كانوا جميعا للحسين الفدى

للقمرِ الفردِ وهل مالكٌ … في الأفق غيرُ البدرِ أن يفردا

لا يحسبُ الطيبَ من ماله … ما لم يكن معترضا للجدا

و كان أغنى حسبا عندهمْ … من لم يزل أفقرَ منهم يدا

و الأبيض الرأي إذا ما شكا … خابطُ ليلٍ رأيهُ الأسودا

و فارس القولة ِ لم يستقمْ … في ظهرها الفارسُ إلا ارتدى

و سالك الخطبِ وقد أظلمتْ … محجة ٌ بالنجم لا تهتدى

ما شيمَ منكم صارمٌ مغمدٌ … إلا وأمضى منه ما جردا

و لا قضى اللهُ على سيدَّ … قضاءهُ إلا اجتبى َ سيدا

إن بدأوا تمم أو نقصوا … أنعمَ أو حطوا علاً شيدا

كأنه أرضعَ ثديَ النهى … أو شاب من حنكته أمردا

لا عاقَ أنوارك يا بدرهمْ … ما ينقصُ البدرَ إذا زيدا

و لا أغبتكم على عادها … ما أفطر الصائمُ أو عيدا

بواكرٌ من مدحي تقتفي … في صونها آثاركم في الندى

تجلو على الألباب أحسابكمُ … بوادياً في حليها عودا

تبقى على الدهروساعَ الخطا … في جوبها الأرضَ طوالَ المدى

يزيدها ترديدها جدة ً … و يخلقُ القولُ إذا رددا