لو شئت لمت بني زبينة صادقا – الفرزدق

لوْ شِئْتُ لُمْتُ بَني زَبِينَةَ صَادِقاً، … وَمَطِيّتي لِبَني زَبِينَةَ ألْومُ

نَزَلَتْ بمَائِهِمْ، وَتَحْسِبُ رَحْلَها … عَنْهَا سَيْحْمِلُهُ السّنامُ الأكْوَمُ

زَعَمَتْ زَبِينَةُ أنّمَا أمْوَالُهَا … غنَمٌ، وَلَيْسَ لهَا بَعِيرٌ يُعْلَمُ

فَسَتَعْلَمُونَ إذا نَطَقْتُ بحُجّتي … أنّي، وَأيُّ بَني زَبِينَةَ أظْلَمُ

لَوْ يَعْلَمُوا حَسَبَ المُنِيخِ إلَيهِمُ، … وَعلى بُيُوتهِمُ الطّرِيقُ اللَّهْجَمُ

لَوْ كَانَ وَسْطَ بَني زَبِينَةَ عاصِمٌ … وَالعَوْسَرَانُ وَذُو الطِّعانِ الأجْذَمُ

أمَرُوا زعبِينَةَ إذْ أنَخْتُ إلَيْهِمُ … بِالبَاقِيَاتِ، وَبالّتي هيَ أكْرَمُ

وَأبيكَ ما حمَلوا المُكِلَّ ولا اتّقَوْا … نَابَيْنِ ضَمَّهُمَا إلَيْهِ الأرْقَمُ

مَنْ يَجْرَحَا فَكَأنّما يُرْمَى بِهِ … من حيثُ يَرْتَفَعُ الشَّبوبُ الأعصَمُ

لَوْ أنّ كابَيَة بن حُرْقُوصٍ بِهِمْ … نَزَلَتْ قَلوصِي وَهيَ جِذوتُها الدّمُ

حَمَلُوا مُردَّفَةَ الرّحالِ، وَلمْ يكُنْ … حَمْلاً لكابيَةَ العَتُودُ الأزْنَمُ