لوليو – عدنان الصائغ

أسرّحُ طرفي

السماءُ التي أثلجتْ

لوّحتْ لي، وغامتْ وراءَ الصُنَوْبَرِ

ما لي وهذا الصُنَوْبَر مُدّثرٌ بالعصافيرِ والقُبلاتِ السريعةِ؟

ما لي وتلك البنات يُدخِّنَّ أسرارَهنَّ وراءَ النوافذِ؟

ما لي وهذي البلاد التي لمْ يُعَكِّرْ فضاءاتِها مدفعٌ منذُ قرنين؟

ما لي

وهذي السماء التي أثلجتْ

أو ستصحو .…؟

…………….

………..

ما لي

ولا أرضَ لي

غيرُ هذي الخطى

لكأنَّ الحنينَ يقصّرها أو يسارعها

وأنا أتشاغلُ بالواجهاتِ المضيئةِ

عمّا يشاغلني

………

أقول لقلبي إلى أين؟

هم خرّبوا وطني

وتباكوا عليَّ

المفارزُ عند الحدودِ البعيدةِ

ترنو لوَجْهي المشطّبِ بالسُرفاتِ

تدقّقُ منذ الصباحِ باسمي وتقذفني

لكأنَّ بلاديَ ممهورةٌ بالدموع التي تتساقطُ سهواً

لكأنَّ المخافرَ تفترُّ بي

لكأنّي وحيدٌ بزنزانتي آخرَ البار

أكرعُ ما ظلَّ لي جُرْعَةً واحدة

وأغيبُ…

رُوَيْداً، رُوَيْداً

………..

…..

ليس لي غيرُ هذي الثلوجِ تظلّلُ نافذتي والشجرْ

كلّما سألتني الفتاةُ اللصيقةُ عن وجهتي

اشتبكَ الغيمُ فوق مدامعِنا وانهمرْ

6/4/1997– حانة في جنوب القطب