لمن الديار غشيتها بسحام – امرؤ القيس

لمن الديار غشيتها بسحام … فَعَمَايَتَينِ فَهَضْبِ ذِي أقْدَامِ

فصفا الاطيطِ فصاحتين فغاضرٍ … تَمْشِي النّعَاجُ بِهَا مَعَ الآرَامِ

دَارٌ لِهنْدٍ وَالرَّبَابِ وَفَرْتَنى … ولميس قبل حوادث الأيام

عوجا على الطلل المحيل لعلنا … نبكي الديار كما بكى ابن خذام

أو ما ترى أضغانهن بواكراً … كالنّخلِ من شَوْكانَ حينَ صِرَامِ

حوراً تعللُ بالعبير جلودها … وَأنَا المُعَالي صَفْحَة َ النُّوّامِ

فَظَلِلْتُ في دِمَنِ الدّيَارِ كَأنّني … نَشْوَانُ بَاكَرَهُ صَبُوحُ مُدَامِ

أنفٍ كلونِ دم الغزال معتق … من خَمرِ عانَة َ أوْ كُرُومِ شَبَامِ

وكأن شاربها أصاب لسانهُ … مومٌ يخالطُ جسمه بسقام

ومجدة نسأتها فتكمشت … رنكَ النعامة في طريق حام

تخذي على العلاتِ سامٍ رأسها … روعاء منسمها رثيم دام

جالت لتصرعني فقلتُ لها اقصري … إني امرءٌ صرعي عليك حرام

فجزيتِ خيرَ جزاء ناقة واحدٍ … وَرَجَعْتِ سَالِمَة َ القَرَا بِسَلامِ

وكأنما بدرٌ وصيلُ كتيفة ٍ … وَكَأنّمَا مِنْ عَاقِلٍ أرْمَامُ

أبلغ سبيعاً أن عرضت رسالة … إني كَهَمّكَ إنْ عَشَوْتُ أمَامي

أقْصِرْ إلَيْكَ مِنَ الوَعِيدِ فَأنّني … مِمّا أُلاقي لا أشُدّ حِزَامي

وأنا المبنهُ بعدَ ما قد نوّموا … وأنا المعالنُ صفحة َ النوام

وأنا الذي عرفت معدٌ فضلهُ … ونشدتُ عن حجر ابن أمِّ قطام

وَأُنَازِلُ البَطَلَ الكَرِية َ نِزَالُهُ … وإذا أناضلُ لا تطيشُ سهامي

خالي ابن كبشة قد علمت مكانهُ … وَأبُو يَزِيدَ وَرَهْطُهُ أعْمَامي

وَإذَا أذِيتُ بِبَلْدَة ٍ وَدّعْتُهَا … ولا أقيم بغير دار مقام