لك من تحيات القلوب مواكب – أحمد محرم

لك من تحيات القلوب مواكب … ومن القوافي المشرفات كواكب

الأرض حولك معرض لك جانب … منه وللأدب المفضل جانب

صور تخطفها البيان فشاعر … يغري بها وحي القريض وكاتب

تتنافس الأقلام في أوصافها … فمقصر نائي المدى ومقارب

ويظل آخر بين بين فدافع … يعتاقه عما يريد وجاذب

ناجيتها فترنمت وأجبتها … فطوى البلاد رنينها المتجاوب

ووصفتها فتمثلت في روعة … للسحر فيها أخذه المتعاقب

زينت محاسنها وزيدت فتنة … فشدا بها الشاني وغنى الصاحب

أرأيت إذا رست السفينة هل خلا … متن العباب وموجه المتراكب

أفضى الأجاج إلى الفرات بقادم … ساغ الأجاج به فعب الشارب

الناس بين يديه ما لجموعهم … عد وإن بلغ النهاية حاسب

تهتز أفئدة لهم وجوانح … وتموج منهم أعين ومناكب

ينأى على حب البلاد وعهدها … ويؤوب أحسن ما يؤوب الغائب

هي أوبة الغازي المظفر أقبلت … بالنصر أعلام له وكتائب

رد الأخيذة ساقها مذعورة … ونجا بمهجته الزعيم الخائب

ثقلت على مصر القيود فهزها … حتى هوى منها العضوض الناشب

لم يبق إلا أن يقال لها انهضي … فإذا الزمان مسالك ومسارب

وإذا المضائق والدروب أمامها … وكأنهن مفاوز وسباسب

ماذا عليها وهي في أعراسها … إن أرجف الناعي وضج الناعب

خذ ما استطعت من المطالب وارتقب … عقبى الأمور فللأمور عواقب

الدهر لا يعطيك إلا كارها … فإذا أبيت فإن رأيك عازب

وإذا اضطلعت بأمر جيلك كله … وقضيت حاجته فما لك عاتب

يبني الفتى يوما ويبني غيره … فإذا البناء على الحوادث دائب

أرأيت أظلم من أناس أولعوا … بالعاملين فهادم ومشاغب

سبحان من رزق النفوس خلالها … فمناقب مأثورة ومثالب

وف الرجال إذا حكمت حقوقهم … إن الرجال منازل ومراتب

ودع الهوى للجاهلين فإنه … نار مؤججة وهم ناصب

وخذ السبيل هدى ونورا ساطعا … إن ابن محمود لنجم ثاقب

أمل تلوذ به الكنانة صادق … إن راحت الآمال وهي كواذب

نرضى حكومته ونحمد صنعه … ونذم ما صنع الغبي الغاضب

لولا صرامته وحكمة رأيه … ما ذاق طعم الجد شعب لاعب

والشعب ليس بمهتد في سعيه … حتى يبين له السبيل اللاحب

من لا يرى أن البلاد تجارة … وهوى البلاد مغانم ومناصب

ما ذنبه والحكم يطلبه إذا … حرم الضنين به وخاب الطالب

فتن الغواة فللعقول مصارع … عن جانبيه وللوجوه مساحب

صفت الحياة فلا بلاء شامل … يؤذي النفوس ولا عذاب واصب

لك يا محمد عند كل موفق … عهد يعظمه وحق واجب

أنت الزعيم الحق ما بك ريبة … والحق للخصم المناجز غالب

تعطي البلاد إذا تنمر آخذ … وتفيدها ما يستفيد السالب

وتضيم نفسك وهي جد عزيزة … تحمي الحقيقة إن تحفز واثب

نفس سمت أعراقها وخلالها … ومن النفوس ذخائر ومواهب

ومن الرجال الصالحين لقومهم … عند الجهاد أسنة وقواضب

المسجد الأقصى لسان صارخ … يهدي تحيته وقلب واجب

أما فلسطين الثكول فإنها … تطري صنيعك والدموع سواكب

لم تنسها والظلم منتصر بها … والعدل منهزم الفيالق هارب

والنار تأخذ أهلها فمعذب … يشوى على أيدي الطغاة وذائب

ما للشيوخ ولا العذارى عصمة … الهول طام والردى متكالب

موسى على أسف وعيسى ناقم … ومحمد جهم المحيا شاحب

أمن الجرائم أن يزحزح غاصب … ويرد عن حق الممالك ناهب

المجرم الورع الذي يدع الحمى … حذر الجريمة والأثيم التائب

أمم العروبة أكبرت لك نجدة … رضي اللهيف بها وكف العاتب

واستروح الإسلام من نفحاتها … ريح الألى اخترم الزمان الذاهب

حر من النفر الكرام يهزه … عرق إلى السلف المطهر ضارب

متأهب والنازلات كتائب … متبلج والحادثات غياهب

الله أكبر يا سلالة يعرب … بالت على حرم الأسود ثعالب

إعمل وجاهد يا محمد إنها … دنيا يموت بها الجبان الهائب

للملك أوتاد تقام وأنت من … أوتاده إن جد أمر حازب

ما الملك إلا ذو غوارب زاخر … يشقى به الطافي فكيف الراسب

كلمات: طلال مداح

ألحان: طلال مداح