لكيوان الثباتِ بغير شكٍّ – محيي الدين بن عربي

لكيوان الثباتِ بغير شكٍّ … كما للمشتري عِلمُ النبيّ

وللمريخِ أرماحٌ طوالٌ … إذا اجتمع الكميُّ مع الكميّ

وللشمسِ الأمانة ُ في مكانٍ … كما قال الإله لنا عليّ

وللزهراء ميلُ هوى وحب … فويلُ للشجيِّ منَ الخليِّ

ونش عطارد مرِّيخ لطف … يضمُّ بهِ العيُّ إلى الدنيِّ

بأمر البدر يكتب ما أردنا … إلى الداني المقرَّبِ والقصيّ

ويقطع في بروجٍ معلماتٍ … يكنَّ لسيرها حرفَ الرويّ

فمن حَمَلٍ إلى ثورٍ ويعلو … إلى الجوزاءِ في الفلكِ البهي

إلى السرطانِ من أسدٍ تراهُ … بسنبلة ٍ لميزان الهويِّ

وعقربٍ صدغهُ يرمي بقوسٍ … من النيرانِ من أجلِ الجديِّ

ليشويه فيطفيه بدلو … كحوتِ دِلالة ِ العبد النجيّ

وليسَ لهذه الأبراجُ عينٌ … من الأنوار في النظر الجليّ

ولكنَّ المنازلَ عينتها … من الفلكِ المكوكبِ للخفيِّ

فمنزلتانِ معْ ثلثٍ لبرجٍ … كتقسيم المراتبِ في النديِّ

وبانَ لكلِّ منزلة ٍ دليلٌ … منَ الأسماءِ عنْ نظرٍ خفيِّ

كنطحٍ في بُطين في ثريا … إلى الدبر إن هقعته تحيّ

ذراعاً عند نثرة طرفِ شخصٍ … بجبهتهِ زبرتْ على بنيِّ

لتعلمه بصرفته فمالتْ … بعواءِ السماءكِ على وليِّ

غفرنَ لهُ زباناتٍ بأمرٍ … من الإكليلِ عنْ قلبٍ تقيِّ

فجادت شَولة ٌ صادت نَاماً … ببلدتها لكلِّ فتى تقيّ

وذابحها يخبرها بما قد … بدا في العجلِ من سرِّ الحليِّ

فتبلعها السعودُ على شهودٍ … منَ أخيية ٍ وأدلاءِ الشقيِّ

مقدَّمها مؤخرها لفرغٍ … يدليهِ الرشاءُ إلى الركيِّ

ليسقي زرعهُ كرماً وجوداً … ليقري بالغداة ِ وبالعشيّ