لكلِّ هوى منْ رائدِ الحزمِ رادعٌ – مهيار الديلمي
لكلِّ هوى منْ رائدِ الحزمِ رادعٌ … وحبَّكمُ مالمْ يزع عنهُ وازعُ
تحلُّ عقودُ العينِ مبذولة ً لهُ … وتشرجُ منْ ضنٍّ عليهِ الأضالعُ
صفاة ٌ على العذالِ لا يصدعونها … ولو شقَّ شعباً منْ أبانينَ صادعُ
غرامُ الصِّبا كيفَ ألتفتُّ بصبوة ٍ … إلى غيركمْ فالقلبُ فيكمْ ينازعُ
يقولونُ حوليُّ اللِّقاءِ ونظرة ٌ … مسارقة ٌ حبٌّ لعمركَ قانعُ
أجيراننا أيَّامَ جمعٍ تعلَّة ً … سلوا النَّفرَ هلْ ماضٍ منَ النَّفرِ راجعُ
وهلْ لثلاثٍ صالحاتٍ على منى ً … ولو أنَّ منْ أثمانهِ النَّفسُ فاجعُ
أجنُّ بنجدٍ حاجة ً لو بلغتها … ونجدٌ على مرمى العراقيِّ شاسعُ
وحلَّ لظبيٍ حرَّمَ اللهُ صيدهُ … دمٌ ساءَ ما ضلَّتْ عليهْ المسامعُ
يفالتُ أشراكي على ضعفِ ما بهِ … فطارَ بها قطعاً وقلبي واقعُ
وكمْ ريعَ بالبطحاءِ من متودِّعٍ … وقلقلَ ركبٌ للنَّوى وهو وادعُ
ومشرفة ٍ غيداءَ في ظهرِ مشرفٍ … لهُ عنقٌ في مقودِ البينِ خاضعُ
جرى بها الوادي ولو شئتَ مسبلاً … جفوني لقدْ سالتْ بهنَّ المدامعُ
وبيضاءَ لمْ تنفرْ لبيضاءَ لمَّتي … وقدْ راعَ منها ناصلُ الصَّبغِ ناصعُ
رأتْ نحرها في لونهِ فصبتْ لهُ … وما خلتُ أنَ الشَّيبَ في الحبِّ شافعُ
عفا الخيفُ إلاَّ انْ يعرِّجَ سائلٌ … تعلَّة َ شوقٍ أو يغرِّدَ ساجعُ
وإلاَّ شجيجٌ أعجلَ السَّيرُ نزعهُ … عسا فتعافتهُ الرِّياعَ الزعازعُ
وفي مثلِ بطنِ الرَّاحِ سحمٌ كأنَّها … ثلاثُ بناناتٍ قضاها مقارعُ
وقفتُ بها لا القلبُ يصدقُ وعدهُ … ولا الجفنُ يرضيني بما هو وادعُ
فيا عجبي حتى فؤادي بودِّهِ … مداجٍ وحتى ماءُ عيني مصانعُ
أبى طبعُ هذا الدَّهرِ إلاَّ لجاجة ً … وأتعبُ شيءٍ أنْ تحالَ الطَّبائعُ
يعزُّ حصا المعزاءِ والدرُّ هيِّنٌ … ويشبعْ عيرَ السَّرحِ واللَّيثُ جائعُ
وأودعتهُ عهداً فعدتُ أرومهُ … ومنْ دينهِ ألاَّ تردَّ الودائعُ
وأقسمَ لا استرجعتهُ ولو أنَّهُ … قضى في شبابي أنَّهُ لي راجعُ
هنا المانعينَ اليومَ أنَّ سؤالهمْ … منى ً ما أملَّتها عليَّ المطامعُ
وإنِّي بعنقي منْ يدِ المنِّ مفلتٌ … وما المنُّ في الأعناقِ إلاَّ جوامعُ
وفي الأرضِ أموالٌ ولكنْ عوائقٌ … منَ اللُّؤمِ قامتْ دونها وموانعُ
حماها رتاجٌ في صدورٍ شحيحة ٍ … وأيدٍ خبيثاتٍ عليها طوابعُ
بأيِّ جمامِ الماءِ أرجو عذوبة ً … إذا أملحتْ طعمَ الشِّفاهِ الوقائعُ
وما خلتني أمشي على البحر ظامئاً … وخمسُ فمي منهُ بما بلَّ قانعُ
لعلَّ لفخرِ الملكِ آنفَ نظرة ٍ … يعودُ بها الحقُّ البطيءُ يسارعُ
وكمْ مثلها مضمونة ٌ عندَ مجدهِ … وفى لي بها والدَّهرُ عنها يدافعُ
شفتْ يدهُ غيظَ البلادِ على الصَّدى … وردَّتْ جزارُ الأرضِ وهو مراتعُ
زكا تحتها التُّربُ اللَّئيمُ وأورقَ ال … قتادُ الجفيفُ فهو ريَّانَ يانعُ
وجرَّدها بيضاءَ واحدة َ النَّدى … وخضرُ البحارِ السَّبعِ منها نوازعُ
وقدْ زعموا أنْ لا مردَّ لفائتٍ … وانَّ الرَّدى يومٌ متى حمَّ قاطعُ
وهذي العلا والمكرماتُ مواتها … بجودكَ منْ تحتِ التُّرابِ رواجعُ
برغمِ ملوكِ الأرضِ أنَّ ظهورهمْ … منَ العجزِ عمَّا تستحقُ ظوالعُ
تركتهمُ ميلاً إليكَ رقابهمُ … فلا تستقمْ منْ حاسيدكَ الأخادعُ
وقدْ سبروا غوريكَ عفواً ونقمة ً … فما عرفوا منْ أينَ ماؤكَ نابعُ
وكنتَ متى تقدحْ بزندكَ ثاقباً … سرى النَّجمْ لمْ تسددْ عليكَ المطالعُ
وكمْ قمتَ دونَ الملكَ كاشفَ كربة ٍ … تيقَّظَ منها الخطبُ الملكُ هاجعُ
وضيَّقة الأقطارَ عمياءَ ما لها … إذا انخرقتْ منْ جانبِ الرأيِ راقع
تجانبُ مثناة َ النَّصوحِ فتوقها … إذا وصلتْ أسبابها فتقاطعُ
تداركتها بالحزمِ لا السَّيفُ قاطعٌ … حديدتهِ فيها ولا الرُّمحُ شارعُ
وليتَ بصغرى عزمتيكَ كبيرها … كما دبَّرتْ نزعَ القناة ِ الأصابعُ
وأخرى أبتْ إلاَّ القراعَ رددتها … تذمُّ وترضى ما جنتهُ المقارعُ
ركبتَ إليها السَّيفَ جسمكَ حاسرٌ … وقلبكَ منْ لبسِ التَّصبرِ دارعُ
وفيتَ بعهدِ الصَّبرِ فيها حميَّة ً … وقدْ غدرتْ بالرَّاحتينِ الأصابعُ
ومخطوبة ٍ بالكتبِ والرُّسلِ مهرها … غرائبُ أبكارِ الكلامِ البدائعُ
يقومُ الخطابُ الفصلُ والجوُّ ساكنٌ … لديها مقامَ النَّصلِ والنَّقعُ ساطعُ
كتبتَ فأمليتَ الرِّياضَ وماءها … وكالنَّارِ وعظٌ تحتها وقوارعُ
لكَ النَّصرُ فاسمعْ كيفَ أظلمُ وانتصر … فما تضعْ الأيَّامُ منْ أنتَ رافعُ
حرمتُ عطاياكَ المقسَّمَ رزقها … وعاقتْ مديحي عنكَ منكَ موانعُ
وحلاَّني عنْ بحرِ جودكَ راكبٌ … هواهُ وقدْ لاحتْ لعيني الشَّرائعُ
ثلاثَ سنينٍ قدْ أكلتْ صبابتي … فغادرتني شلوا وذا العامُ رابعُ
أرى منْ قريبٍ شملَ عزِّي مبدِّداً … وقدْ كانَ ظنَّي أنَّهُ بكَ جامعُ
على كلِّ ماءٍ لامعٍ منْ نداكمُ … سنانٌ منَ الحظِّ المماكسِ لامعُ
أيا جابرَ المنهاضَ لمْ يبقَ مفصلٌ … وإلاَّ ندوبٌ تحتهُ ولواذعُ
أعيذكَ بالمجدِ المحسَّبِ أنْ يرى … جنابكَ عنِّي ضيِّقاً وهو واسعُ
وأعجبُ ما حدِّثتهُ حفظكَ العلا … ومثلي في أيَّامِ ملككَ ضائعُ
أأنطقُ مني بالفصاحة ِ يجتبى … وأمدحُ إنْ لفَّتْ عليكَ المجامعُ
أبى اللهُ والفضلُ الذي أنتَ حاكمٌ … بهِ لي لو قاضى إليكَ منازعُ
وما الشِّعرُ إلاَّ النَّشرُ بعداً وصورة ً … فلو شاءَ لمْ يطمعْ يداً فيهِ رافعُ
وقدْ أفلَ النَّجمانُ منه فلا يضعْ … على غيرِ سيرٍ ثالثٌ فيهِ طالعُ
بقيتُ لكمْ وحدي وإنْ قال معشرٌ … ففي القولِ ما تنهاكَ عنهُ المسامعُ
ولو شئتَ بي أخفى زهيرٌ ثناءهُ … على هرمٍ أيَّامُ تجزى الصَّنائعُ
وما شاعَ عنْ حسَّانَ في آلِ جفنة ٍ … منَ السَّائراتِ اليومَ ما هوَ شائعُ
وكانَ غبيناً في أميَّة َ منْ شرى … مديحَ غياثٍ وهو مغلٍ فبائعُ
على كلِّ حالٍ أنتَ معطٍ وكلِّهمْ … على سعة ِ الأحوالِ معطٍ ومانعُ
وقدْ وهبوا مثلَ الذي أنتَ واهبٌ … فما سمعوا بعضَ الذي أنتَ سامعُ
ذرائعٌ منْ فضلٍ عليكَ اتكالها … فما بالها تدنى وتقصى ذرائعُ
وما لكمُ واللهُ يعطفُ خصبكمْ … على مجدبٍ دنياهُ منهُ بلاقعُ
تصانُ الأسامي عندكمْ باشتهارها … وغمضُ المعاني مهملاتٌ ضوائعُ
وموشيِّة ٍ حوكَ البرودُ صفلتكَ ال … حسانُ تساهيمُ لها ووشائعُ
تهبُّ رياحاً في عداكَ خبيثة ً … وطيباً عليكَ ردعها متسارعُ
كأنَّ اليماني حلَّ منها عيابهُ … تفاوحُ منْ دارينِ إليها البضائعُ
متى ضحكتْ لي منْ سمائكَ برقة ٌ … حكتْ لكَ أرضي كيفَ تزكو الصَّنائعُ
وإنْ كانَ يومٌ في الحوائجِ شافعاً … إلى النَّجحِ إنَّ المهرجانَ لشافعُ