لقَدْ طالَ في رَسْمِ الدّيارِ بُكائي، – أبو نواس

لقَدْ طالَ في رَسْمِ الدّيارِ بُكائي، … و قد طالَ تَردادي بها وعَنائي

كأنّي مُريغٌ في الدّيار طَريدة ً ، … أرَاها أمَامي مَرّة ً، وَوَرائي

فلَمّا بَدا لي اليأسُ عَدّيْتُ ناقَتي … عن الدّار، واستوْلى عليّ عَزائي

إلى بيتِ حانٍ لا تهرّ كلابُهُ … عَليّ، وَلا يُنكِرْنَ طُولَ ثَوَائي

فإنْ تكن الصّهباءُ أوْدَتْ بتالِدي . … فلم توقِني أُكْرُومَتي وحيائي

فما رِمتهُ حتى أتى دون ما حَوتْ … يَمينيَ حتّى رَيْطَتي وَحِذائي

وَكأسٍ كمِصْباحِ السّماءِ شرِبْتُها، … على قُبْلة ٍ أو موْعدٍ بلِقائي

أتتْ دونها الأيامُ . حتى كأنّها … تَساقُطُ نُورٍ مِنْ فُتُوقِ سَمَاءِ

ترى ضوْءها من ظاهرِ الكأسِ ساطعاً … عليكَ، وَإنْ غَطّيْتَها بغطاءِ

تباركَ من ساسَ الأُمورَ بعلمه. … و فضّلَ هاروناً على الخلفــاءِ

نعيشُ بخَيرٍ ما انْطَوَيْنا على التّقَى ، … و ما ساسَ دنيانا أبو الأُمناءِ

إمامٌ يخافُ اللهَ. حتّى كأنّهُ … يُؤمّلُ رُؤْياهُ صَباحَ مَساءِ

أشَمُّ، طُوَالُ السّاعدينِ. كأنّما … يُناطُ نِجاداَ سيْفِهِ بلواءِ