لقد خط ريحان الجمال عذاره – إبراهيم اليازجي

لقد خط ريحان الجمال عذاره … فأبدى على ورد الخدود أخضراره

وألقى على تلك المعاطف حسنه … نحولاً كسا أهل الغرام شعاره

تبارك من ولي على الخلق جفنه … وأولي قلوب العاشقين انكساره

تظن الظبا فيها من الحسن ما به … كذبن فما يحكين إلا نفاره

تعزز حتى لا ينال وإنما … رأى ثوبه قد مسه فأغاره

عزيز يخر الغصن تلقاء عطفه … وتلثم أفواه الحسان إزاره

له إمرة في العاشقين مطاعة … وجند جمال قد أعز انتصاره

ولله قلبي يوم نودي للهوى … وقد ضمنت رسل الجفون ائتماره

وللحظ معنى يفهم القلب سره … وإن لم يمط لحظ العيون ستاره

وللحب ما بين النفوس مسالك … طوت دون إدراك الجسوم اختباره

وبي من غدت روحي لديه مقيمة … وإن أبعدت عني الليالي مزاره

حبيب براه الله من طينة الوفا … ومن كرم الأخلاق صاغ نجاره

سليم فؤاد ثابت الود مخلص … رأيت سواء سره وجهاره

تعود منه المكرمات مقصر … تعود أن يلقي إليه اعتذاره

ورب فتاة أبرزت لي معصماً … خضبت بدمعي كفه وسواره

سقتني كأساً من سلافة لفظه … لقظت إنائي بعدها وعقاره

معتقة لم يفضض الدهر ختمها … وقد عاصرت عدنانه ونزاره

شربت بها حتى سكرت فلم أعي … من السكر إلا صبوتي وأذكاره

أيا قمراً حال النوى دون وجهه … وألقى على جسمي النحيل سراره

ويا قاسماً شطرين حظ نواظري … فيؤنسها ليلاً ويجفو نهاره

لحى الله بيناً قد شجاني وطالما … شجيت على قرب المزار حذاره

علمت كلا الشجوين ليس بنافعي … وكيف بمن لا يستطيع اصطباره

ومن جرب الشكوى فلم تجد طائلاً … أقر على الصبر الجميل قراره