لقدْ حارَ الذي سبرَ الوجودا – محيي الدين بن عربي

لقدْ حارَ الذي سبرَ الوجودا … ليسلكَ فيهِ مسلكهُ البعيدا

فما وفى بذاك فحاد عنه … إلى علمٍ يورثهُ السفودا

عنِ الكشفِ الأتمِّ فكانَ فيهِ … إذا أنصفته فرداً وحيدا

فلا تنوِ الصعيدَ إذا عدمتمْ … طهوراً للصلاة ِ تكنْ سعيدا

فإنَّ اسمَ الصعيد يريك علوًّا … لهذا الحقِّ أودعكَ اللحودا

ويمم ترب من جعلت ذلولا … تحزْ خيراً تكونُ بهِ رشيدا

وتعطيك الأمانة مستواها … وتحذوكَ المشاهدَ والشهودا

وتحميكَ العناية ُ في حماها … وتكسي ثوبك الغضَّ الجديدا

وتأتيك العوارفُ مسرعاتٌ … على ترتيبها بيضاً وسُودا

فتأكلها بهِ لحماً طرياً … إذا ما المدعي أكلَ القديدا

إذا ما خضت في الآيات تشقى … وتحرمُ أنْ تكونَ لها شهيدا

إذا جدَّ العليُّ اسمي اعتلاً … على العظماءِ أورثهمْ حدودا

سمعتُ له وقد أصغى إليه … لما قالوهُ بينهمُ فديدا

رأيتهمُ وقد خرُّوا إليه … وبينَ يديهِ من أدبٍ سجودا

ولنتُ لصونهِ المخزونَ لمَّا … ألانَ بهِ الجلامدَ والحديدا

وقدْ وافى على قومٍ قيامٌ … فصيَّرهُم بهمته قُعودا