لعينيك من جارة جائره – جبران خليل جبران

لعينيك من جارة جائره … شقائي ومالي العاثره

أتنأين عني وتجفيني … لإرضاء طائفة ما كره

برئنا إلي الحب لا ذنب لي … ولا لجيبتي الهاجره

ولكنهم علموها الجفاء … وخطوا لها خطة القاصره

وأصغوا إلى قول واش بها … و حاش لها أنها وازره

أذاك الجبين وبلوره … يمثل فكرتها الخاطره

أتلك العيون وأنوارها … مراء لأخلاقها الباهرة

أتلك الشفاه وما قبلتها … سوى الم واللدة الزائره

أذاك القوام ومن حسنه … تميل الغصون له صاغره

أتلك الطفولة وهي سياج … لروض به نفسها طائره

أذاك العفاف ومما صفا … تقر به المقل الناظرة

محاسن بغي وأخلاق إثم … وزينة عاطلة فاجره

لعمري إنهم اتهموك … بما في نفوسهم الخاسرة

وإن الذي عاب منك السفور … كمن قال للشمس يا سافره

وإني أهواك ملء عيوني … وملء حشاشتي الصابرة

وملء الزمان وملء المكان … ودنياني أجمع والآخره

فإن يستملك إلي الهوى … وعين العفاف لنا خافره

أليس الهوى روح هذا الوجود … كما شاءت الحكمة الفاطره

ويأتلف الذر وهو خفي … فيمثل في الصور الظاهره

ويحتضن الترب حب البذارر … فيرجعه جنة زاهره

وهذي النجوم أليست كدر … طواف على أبحر زاخره

عقود نتثرة بانتظام … على نفسها أبدا دائرة

يقيدها الحب بعضا وكل … إلى صنوها صائره

فيا هند أنت منى مهجتي … وناهية القلب والآخره

إليك أميل وغياك أبغي … بعاطفة في الهوى قاهره

وما ثم عيب نعاب به … معاذ صبابتنا الطاهرة