لعلَّهمْ لو وقفوا – مهيار الديلمي

لعلَّهمْ لو وقفوا … أبلَّ هذا المدنفُ

قالوا غداً وعدُ النَّوى … يا بردها لو لمْ يفوا

فاستنفروا وأجمعوا … واستنظروا وأخلفوا

تسرَّعَ النَّاجي الحشا … وجعجعَ المكلَّفُ

ثمّ استوى على النّوى ال … سابقُ والمخلَّفُ

هلْ أنتَ يا قلبُ معي … أو مععهمْ منصرفُ

قلْ لهمُ عنْ جسدي … إنْ سألوا وأسعفوا

قفوا على فارطكمْ … يا أيُّهذا السَّلفُ

ماكلُّ سيرِ اليعملا … تِ الغشمُ والتعجرفُ

تحرّجوا فما دمي … أنفَ البعيرِ يرعفُ

يا سائقَ الأظعانِ أر … ودْ بعضَ ما تعتسفُ

فإنَّ بينَ سوقها … أفئدة ً تختطفُ

أنتَ على خدورها … فارفقْ بها مستحلفُ

وهي على الدَّرِّ الذي … أُكنَّ فيهِ الصدفُ

وفي الرِّكابِ بكرة ٌ … تطولها وتشرفُ

تضعفُ عنْ راكبها … فهلْ تراها تردفُ

على النَّقا المبلولِ من … ها غصنٌ مهفهفٌُ

مالَ وقامَ فاستقا … مَ لامهُ والألفُ

أورقَ لو أزفّ لي … ذاكَ القضيبَ المخطفُ

آهٍ على ريحانهِ … لو كانَ مما يقطفُ

سلالة ٌ منَ الهلا … لِ جسمهُ المنحَّفُ

يا زمني على الغضا … ما أنتَ إلا الأسفُ

لهفي عليكَ ماضياً … لو ؤردَّكَ التأسَّفُ

قدْ كنتُ في ظلَّكَ لا … أخافُ ما أخوَّفُ

وأنتَ والشَّبابُ لي … خميلة ٌ ومطرفُ

ولدتي على المها … بينكما تصرُّفُ

فبنتما وصوَّحتْ … روضة ُ عيشي الأنفُ

فاليومَ كلُّ ناظرٍ … يرمدُ لي أو يطرفُ

تلفتْ ذاتَ اللَّمي … عنْ المنى تنحرفُ

فصدفتْ أمسِ لها … واليومَ عنها تصدفُ

رأتْ بها ما كرهتْ … فأنكرتْ ما تعرفُ

وهي التي من يدها … سيفُ عذاري يرهفُ

لو انصفتْ أسوده … ما راعها المنصَّفُ

حلفتُ بالمقصري … نَ ركبوا فأوجفوا

لانوا على العيشِ وخا … فوا فوتها فعنفوا

بانوا فطاروا في الرِّحا … لِ شعثاً حينَ حفوا

رجوا لأثقالِ الذُّنو … بِ ساعة ً تخفِّفُ

فاستنفدوا جهدهمُ … سارينَ حتى وقفوا

فلثموا ومسحوا … وجمّروا وطوَّفوا

إنَّ كمالَ الملكِ من … جورِ اللَّيالي منصفُ

وإنَّهُ وقومهُ … أكرمُ عينٍ تطرفُ

وهو على فخرهمُ … فخرٌ لهمْ وشرفُ

أبلجُ كلَّ غمَّة ٍ … بوجههِ تنكشفُ

وكلُّ والٍ للخطو … بِ باسمهِ منصرفُ

حلَّقَ والنِّسرُ المطا … رُ حولهُ يرفرفُ

وتمَّ فالبيضاءُ عنْ … أنوارهِ تنكشفُ

ودبَّرَ الملكَ السَّحي … لَ رأيهُ المستحصفُ

فضمَّ منهُ عدلهُ … ما نشرَ التَّحيُّفُ

قادَ الصِّعابَ الحمسَ يش … تدُّ لها ويلطفُ

حتى استوى على الطَّري … قِ وهي ميلٌ حنفُ

وعرفَ الدُّنيا وما … أعانهُ معرِّفُ

فقدْ أقامَ ميلها … تدبيرهُ المثقَّفُ

نفسٌ معَ الحقِّ تعزُّ … ولهُ تنعطفُ

تبرُّجُ الدُّنيا لها … وهي عنها تعزفُ

تقسمُ لا خادعها … متاعها المزخرفُ

وقدرة ٌ يحسبها … عنْ شأوها التَّعفُّفُ

وراحة ٌ زكيَّة ٌ … تملأ وهي تنزفُ

دجلة ُ والفراتُ أو … شالٌ لها ونطفُ

بيضاءُ لو جادَ بها … ما قالَ إنِّي مسرفُ

وخلقٌ كالماءِ لا … بل كاللّمى يرتشفُ

تكسرُ منهُ صحايا … إنْ أسكرتكَ القرقفُ

جلَّ عنِ الوصفِ فما … ينصفهُ منْ يصفُ

وبهرتْ آيتهُ … فاعترفَ المقترفُ

شاورهُ التَّاجُ وفي … أذنيهِ بعدُ الشُّنفُ

وفاتَ أسلافَ الكهو … لِ عمرهُ المؤتنفُ

إنَّ الذي استلَّكَ سي … فاً دونهُ لمرهفُ

قويتَ فنصرتهُ … وحدُّكَ المضعِّفُ

أجننتهُ منَ الرَّدى … وصدرهُ مستهدفُ

وزارة ٌ عليكمُ … دونَ الرِّجالِ تقفُ

أنتمْ لها ما تقربُ الدَّ … رُ بكمْ أو تقذفُ

يشعفها هواكمُ … تعذرُ أو تعنَّفُ

فما لقومٍ يبتغو … نَ وصلها وتصدفُ

شاموا فكانتْ برقة ً … تخدعُ حينَ تخطفُ

والتِّيهُ منْ أكفِّهمْ … يجذبها والصَّلفُ

عادوا بها فعيَّفوا … بما لهم وأجحفوا

وهي التي قدْ جرَّبوا … نشوزها وعرفوا

ما ثقلتْ وإنَّما … قويتمُ وضعفوا

عبرتمْ النَّاسَ بأنْ … جريتمُ ووقفوا

وذاكَ ما لا يستطي … عُ البشرُ المكلَّفُ

وكيفَ لمباهلٍ … أنْ نكروا ويشرفوا

ومجدكمْ واسطة ٌ … وكلُّ مجدٍ طرفُ

بكمْ سرى عرقي وك … ثَّ ريشي الملتحفُ

وطارَ ذكري جارياً … مع الرِّياحِ تعصفُ

ظهري بكمْ محصَّنٌ … وجانبي مكنَّفُ

ألفتكمْ والمنزلُ ال … رَّحبُ الخصيبُ يؤلفُ

فمدحي عليكمُ … دونَ الأنامِ تعكفُ

منْ مزجتْ أهواؤهُ … بسلوة ٍ تكلِّفُ

فقدْ سقا حبَّكمْ ال … مدهِّقَ المصرِّفُ

ملكتمُ نفسي فما … لي عنكمُ منصرفُ

وودُّكمْ منها مكا … نَ كبدي أو ألطفُ

فلا برا وجدي بكمْ … ولا أفاقَ الشَّعفُ

لستُ وإنْ أعرضتمُ … أيأسُ أنْ تعطَّفوا

وصبرُ يعقوبٍ معي … حتى يردَّ يوسفُ

يبقى عليكَ ما دعتْ … أمُّ هديلٍ تهتفُ

وما أهلَّ وسعى … مزدلفٌ معرِّفُ

وما مشى النيروزُ ير … خي ذيلهُ ويسدفُ

عليهِ منْ بردِ الرَّبي … عِ بردهُ المفوَّفُ

في طالعٍ منْ نعمة ٍ … أفولهُ لا يزفُ

فالناسُ أذيالٌ وان … تَ قطبها والمنصفُ

خلقتْ فينا واحداً … ثانيهِ منْ لا يُعرفُ

أقولُ لا محتشماً … لقولها وأحلفُ

وضامناتٍ لعلا … كمْ موعداً لا يخلفُ

سوائرُ منْ وصفكمْ … بضوعة ٍ تعرَّفُ

فهي لكمْ صوارمٌ … وهي لديكمْ تحفُ