لعبة كبيرة – أديب كمال الدين

(1)

حين ذهبتُ إلى ساحلِ البحر

وجدتُها تستلقي عاريةً

بفخذين مليئتين بالرغبة

وصدرٍ إلهيّ عارم

وعينين باتساعِ البحر

صرتُ أمرّ من أمامها جيئةً وذهاباً

لسنين لا حصر لها

ثم نظرتُ بعيداً

لأرى غيمةً وسمكةً وطفلاً

يقتربون من المرأةِ العاريةِ ليأخذوها معهم.

بكيتُ طويلاً

لأنّي أنفقتُ دهراً

وأنا أحلمُ بالمرأةِ العاريةِ دون جدوى

وأكتبُ حروفَ الحبّ لها دون أمل

أو نقطة أمل.

(2)

في اليوم التالي

جلستُ عند الساحل

وبدأتُ أفكّرُ في الأمرِ مليّاً:

كيف اختفت المرأة العارية

ربّما رفعتها الغيمةُ إليها

ربّما دعتها السمكةُ للبحر

ربّما أخذها الطفلُ إلى مكانٍ غير بعيد

(3)

وحين بلغتُ من العمرِعتيّاً

رأيتُ المرأةَ من جديد

تستلقي فوق رمال الساحل

بكاملِ لذّتها وعريها

اقتربتُ منها هذي المرّة

لأراها – واأسفاه – مجردَ لعبةٍ كبيرة

لعبة ملقاة على الساحل

لعبة لم ترفعها الغيمةُ اليها

ولم تأخذها السمكةُ للبحر

ولم يأخذها الطفلُ إلى مكانٍ غير بعيد

(4)

وإذن، صرتُ أزور البحرَ كلّ يوم

وأنا أدمدمُ بحثاً

عن جوابٍ لما حدثَ لي

ولمّا ارتفع المدّ، صرختُ:

لم تعد المرأة ُالعاريةُ تهمّني

ما يهمّني حروفي التي كتبتُها عنها:

هل سترفعها الغيمةُ إليها

أم ستأخذها السمكةُ للبحر؟

أم سيمزّقها الطفلُ في مكانٍ غير بعيد؟