لدودة ِ القزِّ عندي – أحمد شوقي

لدودة ِ القزِّ عندي … ودودة ِ الأضواءِ

حكاية ٌ تشتَهيها … مسامعُ الأَذكياءِ

لمَّا رأَت تِلكَ هذِي … تنيرُ في الظلماءِ

سَعَتْ إليها، وقالت: … تعيشُ ذاتُ الضِّياءِ

أَنا المؤمَّلُ نفعي … أَنا الشهيرُ وفائي

حلا ليَ النفعُ حتى … رضيتُ فيه فنائي

وقد أتيتُ لأحظى … بوجهكِ الوضَّاءِ

فهل لنورِ الثرى في … مَوَدّتي وإخائي؟

قالت: عَرَضتِ علينا … وجهاً بغيرِ حياءِ

من أنتِ حتى تداني … ذاتَ السَّنا والسَّناءِ؟

أنا البديعُ جمالي … أَنا الرفيعُ عَلائي

أين الكواكبُ مني ؟ … بل أين بدرُ السماءِ ؟

فامضي؛ فلا وُدّ عندي … إذ لستِ من أكفائي

وعند ذلك مرَّتْ … حسناءُ معْ حسناءِ

تقولُ: لله ثوبي … في حُسنِه والبَهاءِ

كم عندنا من أَيادٍ … للدودة ِ الغراءِ

ثم انثنتْ فأتتْ ذي … تقولُ للحمقاءِ :

هل عندكِ الآنَ شَكٌّ … في رُتبتي القَعساءِ؟

إن كان فيك ضياءٌ … إن الثناءَ ضيائي

وإنه لضياءٌ … مؤيَّدٌ بالبقاءِ