لحى اللهُ شخصاً يرتضي بمعيشة ٍ – الهبل
لحى اللهُ شخصاً يرتضي بمعيشة ٍ … ذليلاً مهاناً عاجزَ النفسِ حائرا ؛
مرجًّ لشخصٍ كلَّ يومٍ وليلة ٍ ؛ … وربك ربّ العرش يكفيك ناصرا .
عدمتُ اللقا إنْ لم أوافكَ زائراً … ولو كانَ ليث الغاب دونك زائرا ؛
سأكشف أستار اصطباري ولم يفزْ … بنيل المنى من لا يكون مجاهرا ؛
وأترك أقوالَ العواذلِِ جانباً … وَلو أنها هبتْ عليَّ أعاصيرا ؛
رويدكِ يا ذاتِ اللمى بمتيم … غدا مثلاً بينَ المحبينَ سائرا
فلم يبق مني الحب إلاّ جوانحاً … تذوبُ اشتياقاً أو دموعاً بوادرا ؛
وجسماً ضعيفاً مثل خصركِ ناحلاُ … وعزمَ اصطبارٍ مثل جفنكِ فاترا ؛
يريبكِ من طرفي ازورارٌ وإنما … أسارقكِ اللحظَ الخفيَّ محاذرا ؛
فلي فيكِ أعداءٌ أحاذرُ كيدهم … وفيكِ لعمري حقَّ لي أنْ أحاذرا ؛
حواسدُ لا تنفكّ في كلّ حالة ٍ … تسلّ لعرضي مرهفاتٍ بواترا ؛
وصرفُ زمانٍ جائر الحكمِ لم يزلْ … يقودُ لياليهِ لحربي عساكرا ؛
وقلة مالٍ جشمتْ عيسيَ السرى … إلى حيث لا ألقى لعظميَ جابرا ؛
وتأميل أقوام يريدون أنني … مدى الدهر لا ينفكُّ حالي قاصرا
أأملُ منهمْ بالغنى كفَ كربة ٍ … وقد أنشبَ الحرمانُ فيهم أظافرا ؛
فوا أسفا ؛ كم لاَ أزالُ مماسياً … لأبوابهم أرجو الغنى ومباكرا
أأقصدُ مرزوقاً ضنيناً برزقهِ ؛ … ألم يك خلاقي على ذاك قادرا
فيا طالباً للرزق من عند مثله … يبيتُ كئيباً للهموم مسامرا
نصحتكَ لا تطلبْ سوى الله رازقاً ؛ … كما لم تكنْ ترجو سوى الله غافرا ؛
ولا تدع إلاّ الله في كلّ حاجة ٍ … تجده قريباً حينَ تدعوه حاضرا ؛
أتبذل ماءَ الوجهِ بيعاً بتافه … وترجع صفراً خاسرَ البيعِ صاغرا
لحى الله شخصاً يرتضي بمعيشة ٍ … ذليلاً مهاناً عاجزَ النفسِ حائرا ؛
مرجٍ لشخصٍ كلّ يومٍ وليلة ٍ … وربكَ ربّ العرش يكفيك ناصرا
فيا سوأتا حتامَ أصبحُ حامداً … لغير إله العالمين وشاكرا ؛
فقل للألى يسعون في طلب العلى … تعالوا بنا نبكي العلى والمآثرا
فقدْ قوضتْ أيدي المعالي خيامها … وعادتْ ربوعُ المكرماتِ دواثرِ
فكمْ من نفوسٍ قد أهينتْ عزيزة ٍ … وكم من قلوبٍ قد بلغنَ الحناجرا