لا يغرنك في السيف المضاء – ابن القيسراني
لا يغرنك في السيف المضاء … فالظبى ما نظرت منها الظباء
مرهفات الحد امهاها المها … وقضاها للمحبين القضاء
حدق علتها صحتها … ربما كان من الداء الدواء
خليا بين هواها ودمى … فعلى تلك الدمى تجري الدماء
في لقاء البيض السمى منى … دونها للبيض والسمر لقاء
داو أنفاسي بأنفاس الصبا … فلتعليل الهوى اعتل الهواء
كيف تشفى كبد ما برحت … أبدا تأوي إليها البرحاء
وجفون دمعها الساعي بها … فعليها من بكاها رقباء
هل محل الحب إلا أعين … خائنات وقلوب أمناء
يا نديمي وكأسي وجنة … ضرجتها بالعيون الندماء
لا تظنا الورد ما يسقي الحيا … إنما الورد الذي يسقى الحياء
بزني من في يدي ما في يدي … يا لقومي أسرتني الأسراء
أو ما تعجب مني مالكا … فتكت فيه عبيد وإماء
بعيون لو تراءت سقمها … في ضياء الدين أعداها الشفاء
غمرات حجبت وجه العلى … فكأن الصبح في الأفق مساء
يتشكي الفضل منها والنهى … ويعاد المجد منها والعلاء
حيث لا تسمع إلا داعيا … لا مريء أشفى دواءيه الدعاء
من إذا حم فقد حم الندى … وإذا صح فقد صح الرجاء
أعقب البرء سرورا ضاحكا … في جفون كاد يدميها البكاء
وأرت ألحاظها أغراضها … لا يصح اللحظ ما اعتل الضياء
ما برى حتى أنبرى مبتسما … عن ثنايا مجده هذا السناء
فلئن عم بشكواه الأذى … فلقد عم بمشفاه الهناء
يا ابن بهرام على شحط النوى … دعوة لبى الندى فيها النداء
وازر الفخر مساع عقدت … منك تاجا توجته الوزراء
ألبس الدين ضياء ساطعا … فعلى الإسلام من ذاك بهاء
وعمدت الملك بالرأي الذي … سمعت أمرك فيه الأمراء
وثنت أخلاقك الغر يدي … عن صلات واصلتها الكرماء
كم ورى زندك لي من غاية … تركتني ومداها الشعراء
فتقلد من ثنائي أنجما … تحسد الأرض عليهن السماء
لم تزل تسعى بحمد حامد … وعليه من سنا الفضل لواء
أيضيق الجود عن مثلي يدا … بعد ما ضاق بأمثالي الفضاء
…. … أمدا يحسر عنه البلغاء
يغشى الليالي … فالليالي فاعلات ما تشاء