لا تَبْكِ للذّاهبينَ في الظُّعُنِ، – أبو نواس

لا تَبْكِ للذّاهبينَ في الظُّعُنِ، … ولا تَقِفْ بالْمَطيِّ في الدِّمَنِ

وعُجْ بِنا نَصْطَبِحْ مُعَتَّقَة ً، … من كَفّ ظَبي يَسقيكَها ، فطـنِ

تُخبِرُ عَن طِيبِهِ مَحاسِنُهُ، … مُكَحِّلٌ ناظِرَيْهِ بالفِتَنِ

ما أمّتِ العَينُ مِنْهُ ناحِيَة ً، … إلاّ أقامَتْ مِنْهُ على حَسَنِ

يُزْهَى بخَدّينِ سالَ فَوْقَهُما … صُـدْغان قد أشرَقَـا على الذَّقَـنِ

حتى إذا ما الجَمالُ تَمّ لَـهُ … والظّرْفُ، قالا لَهُ كَذا فكُنِ

نازَعْـتُهُ في الزّجاجِ مثلَ دَمِ الـ … ـشّادِنِ؛ تَنفي طَوارِقَ الْحَزَنِ

فدَبّـتِ الرّاحُ في مَـفاصِـلِـهِ ، … ورَنّقَتْ فيهِ فَتْرَة ُ الوَسَنِ

قلتُ لَهُ ، والكَـرى يُغازِلُـهُ : … هلْ لكَ في النّوْمِ؟ قال: لم يحنِ

حتى إذا ما النّعاسُ أقْـصَـدَهُ … نامَ؛ فنِلْتُ السّرورَ من سكَني

فلَمْ أقُلْ بَعدَما ظَفِرْتُ بهِ: … يالَيتَ ما كانَ منهُ لم يَـكُـنِ

كأنّنا ، والفُـسـوقُ يَجمَـعُـنا … بعدَ الكَرَى ، طائرانِ في غُصُنِ

لا تَـطْـلُبَـنّ اللّـذّاتِ مُكْـتَتِـماً ، … واغْدُ إلَيها كَخالعِ الرّسَنِ