لا تَبْغ شَرَّ امْرىء شَرًّا من الدَّاء – بشار بن برد

لا تَبْغ شَرَّ امْرىء شَرًّا من الدَّاء … وَاقْدَحْ بِحِلْمٍ وَلاَ تَقْدَحْ بِشَحْنَاء

مالي وأنتَ ضعيفٌ غيرَ مرتقبٍ … أبقي عليكَ وتفري غيرَ إبقاء

مَهْلاً فَإِنَّ حِيَاضَ الحَرْبِ مُتْرَعَة ٌ … مِن الذُّعَافِ مُرَارٌ تَحْتَ حَلْوَاء

أحِينَ طُلْتَ عَلَى مَنْ قَالَ قَافِية ً … وطَالَ شِعْري بِحَيٍّ بَعْدَ أحْيَاء

ألزمتِ عينكَ من بغضائنا حولاً … لو قد وسمتكَ عادتْ غيرَ حولاء

اطْلُبْ رِضَايَ ولا تَطْلُبْ مُشَاغَبَتِي … لا يَحْمِلُ الضَّرِعُ المُقْوَرُّ أعْبَائي

أنا المرعَّثُ لا أخفى على أحدٍ … ذرَّت بي الشَّمسُ للدَّاني وللنَّائي

يغدو الخليفة ُ مثلي في محاسنهِ … ولستَ مثلي فنم يا ماضغَ الماء

إِنِّي إِذَا شَغَلَتْ قَوْماً فِقَاحُهُمُ … رحبُ المسالكِ نهَّاضٌ ببزلاء

يثوي الوفودُ وأدعى قبلَ يومهمُ … إِلَى الحِبَاء ولَمْ أحْضُرْ بِرَقَّاء

لَوْ كَانَ« يَحْيَى » تَمِيمِيًّا أسَأتُ بِهِ … لكنهُ قرشيٌّ فرخُ بطحاء

«يَحْيَى » فَتًى هَاشِمِيٌّ عَزَّ جَانِبُهُ … فَلاَ يُلاَمُ وَإِنْ أجْرَى مَعَ الشَّاء

نِعْمَ الفَتَى مِنْ قُرَيْشٍ لا نُدَافعُهُ … عَنِ النَّبِيِّ وإِنْ كَانَ ابْنَ كَلاَّء

ما زالَ في سرَّة ِ البطحاء منبتهُ … مقابلاً بينَ برديٍّ وحلفاء

يَا آسَدَ الحَيِّ إِنْ رَاحُوا لِمَأدُبَة ٍ … وَثَعْلَبَ الحَيِّ إِنْ ذَافُوا لأَعْدَاء

لاَ تَحْسَبَنِّي كَأيَرٍ بِتَّ تَمْسَحُهُ … كيما يقومُ ويأبى غيرَ إغفاء

قَدْ سَبَّحَ النَّاسُ مِنْ وَسْمِي«أبَا عُمَرٍ» … فَهَلْ رَبَعْتَ عَلَى تَسْبِيح قَرَّاء

كَوَيْتُ قَوْماً بِمِكْوَاتِي فَمَا صَبَرُوا … على العقابِ وقد دبُّوا بدهياء

وُرُبَّمَا أغْرَقَ الأَدْنَى فقُلْتُ لَهُ … إن كانَ من نفري أو نجلَ آبائي

قلْ ما بدا لك من زورٍ ومن كذب … حلمي أصمُّ وأذني غيرُ صمَّاء

يَنْزو اللَّئِيمُ وَلَوْ ألْقَيْتَ مِئزَرَهُ … لاحتْ بوجعائهِ آثارُ كوَّاء

مَا زِلْتَ تُطْعَنُ بِالْمَلْعُونِ في دُبُرٍ … حَتَّى اشْتَرَيْتَ حُلاقاً في اسْتِ خَرَّاء

هلاَّ مَنَعْتُمْ «بَنِي وَادَانَ» أمَّكُمُ … مِنَ الْمُوَسَّم إِذْ يَسْرِي بِقَنْفَاء

بتَّم نياماً وباتَ العلجُ ينفضُها … فِي لَيْلَة ٍ مِثْلِ ضَوْء الصُّبْحِ قَمْرَاء

وَيْلُ کمِّهِ نَبَطِيًّا فَضَّ خَاتَمَهَا … بفيشة ٍ مثل رأسِ الكلبِ جوفاء