لا تسألاني عن ربي ووهاد – أحمد فارس الشدياق

لا تسألاني عن ربي ووهاد … أو عن طلول قد عفت أو واد

فلطالما أجريت دمعي عندها … وكذاك ذاب من الجماد فوادي

لو ان طول النحب يغني ناحبا … لاعتضت عن سهري بطيب رقادي

اني على سقمي تحملت النوى … فاني متى العدمان في ايجاد

ان طال تحمالي فكم من قائل … ارأيت من حملوا على الاعواد

والى م احرم والعناء ملازمي … حتى غدوت طريدة بطرادي

يعدوني المطلوب موعوداً به … ويناله غيري بلا ميعاد

امن ادكار الربع اظفر بالمنى … فتحول ما بيني وبين سهادي

اين المنى واحبتي مبثوثة … في كل حاضرة وكل بلاد

اني المنى والعين مني في فرو … ق ونورها في مصر عبد الهادي

العبقري المنتضى من علمه … عضبا يفل مضارب الاضداد

ابدى لنا في مصر نجما ثاقبا … لكن سناه بكل مصر هاد

فيه الفوائد والفرائد فصلت … موصولة البرهان بالاسناد

ان قال لم يترك لقوال مدى … اوصال هال وطال كل معاد

لما رأى خصمي على قد افترى … سفها وحاد عن الصراط البادي

شهر اليراع عليه وهو احد من … غرب الحسام لدى حؤول بعاد

كبت الكذوب بكتبه واذاقه … ذل السكوت فلات حين عناد

شبهت احرفه بآلات الوغى … ما بين رمح مشرع وطراد

لا يخطئ البرجيس منها واحد … ولو ان حوليه القسوس عواد

هو فيصل في الحكم يرضى فصله … من كان لم يقنع من الاشهاد

اني وتقوى اللَه غاية قصده … في خلوة او في صميم النادي

هذا الكريم الاريحي المفتدى … هذا الغيور على الحقوق الفادي

للدين منه ناصر ومؤيد … عتد وللدنيا اجل عتاد

ولذكر مثلبة اعف مغادر … ولفخر منقبة اخف مغاد

ولاي مسعاة تحل مبادر … ولاي معلاة تجل مبادى

ولكل مرتبة تزين معادل … ولكل معتبة تشين معاد

ولكل حال تستعاب مند … وبكل بال يستطاب مناد

تروى مفاخره صدى وراده … وترى مآثره هدى الرواد

وعلاه تغلى ما يشيد مشيد … وحلاه تحلى ما يشيد الشادي

في حكمه الفصل اليقين وحلمه … الفضل المبين وعزمه استنجادي

ما كان اسعد ساعة فيها جلت … بصرى اشعة نجمه الوقاد

حتى حسبتني امطيت من العلى … صهواتها وافدت كل مفاد

حسبي باني قد تخذت وداده … لي جنة فبلغت غاي مرادي

حسبي بان الناس اجمع ابصروا … منه نصيرا لي على الانكاد

لا اتقى باسا وعندي نجمه … ذخرا يقيني من ذوي الافساد

اني اذا استلأمت متقيا به … اصبحت فارس حملة وطراد

لولاه لم يقطع لسان المفترى … عني ولم يفصل جدال جلاد

ان الغوى اذا كتمت عيوبه … فعلى الغواية شانه متماد

كم في بلاد المسلمين اذمة … وائمة جلت عن التعداد

واماثل وافاضل بثنائهم … يحدو المطي الواخدات الحادي

لكنما من بينهم لم يرعني … ويراع حقي غير عبد الهادي

فاذا مدحت فعاله فبذاك لي … فخر يكيد معاشر الحساد

واذا حفظت ولاءه ووفاءه … فلتلك عندي ذمة لمعادي

ان كنت انسى تارة عهد الصبى … لم انس منه العمر عهد اياد

عاهدت ربي انني لا انثني … عن حبه واللَه بالمرصاد

ان الرجاء بمعنييه كما ترى … صفة لوعد منه او ايعاد

فالوعد مغناة الولى وانما … ايعاده كبت العدو العادي

سقيا لابيار وما اهدت لنا … من ارضها طودا من الاطواد

من كان يبلغ في العلاء حضيضه … فهو المشار اليه في الامجاد

اما العلوم فانه نبراسها … يهدى اليقين لحاضر ولباد

فيض من المولى عليه وان تقل … عن جد كسب كان قول سداد

هو في المعارف والمحامد منتهى … صيغ الجموع وواحد الآحاد

في الطرس من اقلامه درر وفي … البابنا من فيه نشوة جاد

يصبيك بالادب المؤدب مثلما … يسبيك بالانشاء والانشاد

لو صورت اخلاقه بالحبر لم … تنكر مرادفة السنا لمداد

للّه مصر وعلمها وعليمها … علم الهدى والفضل والارشاد

ما ان يحيط به المقال لو انه … من موج بحر زاخر الامداد

يشتد ازر المسلمين به كما … يوهي ازار الشرك والالحاد

فلذاك كان على الجوائب مدحه … حقا وايجابا مدى الاباد