كَتمتُ ومَنْ أهوَى هَوانا فلم نَبُحْ – أبو الفضل بن الأحنف

كَتمتُ ومَنْ أهوَى هَوانا فلم نَبُحْ … وقد كانت الأسرارُ باللَّمحِ تظهرُ

فنحنُ كلانا مُقصدٌ في فؤادِه … منَ الشّوقِ نارٌ حرُّها يَتَسعّرُ

فَلا أنا أبدي ما أُجِنُّ ولا الذي … بهِ مثلُ ما بي للمَخافة ِ يذكُرُ

فَيَا عَجبا مِنّي ومِنها وصَبرنا … على ما نُلاقي كيفَ نصبُو ونصبِرُ

وما صبرُنا ألاّ نبُوحَ فنشتَكي … سَرائرَ ما يُخفي الضّميرُ ويُضمِرُ

مَلالاً ولكن نتّقي قولَ كاشحٍ … يُبلِّغُ عنّا ما نَقولُ ويُظهِرُ

فنَكتُمُ ما يُخفي الضميرُ تحفُّظاً … وخيرُ الهوى ما كانَ يخفى ويُسترُ

على أنّه يبدُو مِراراً مِن الفَتى … طوالعُ إن هاجَ الفُؤادَ التّذكُّرُ

إذا غَلبَ الصَّبرَ البكاءُ وهُيِّجتْ … تباريحُه فالصّبُّ بالذّكرِ يعذرُ