كَأنّي، بِالمُدَيْبِرِ بَيْنَ زَكّا – جرير

كَأنّي، بِالمُدَيْبِرِ بَيْنَ زَكّا … وَبَينَ قُرى َ أبي صُفْرَى ، أسِيرُ

كفى حزناً فراقهمُ وأنيَّ … غَرِيبٌ لا أُزَارُ وَلا أزُورُ

أجِدّي فاشرَبي بِحياضِ قَوْمٍ، … عليهمْ منْ فعالهمُ حبير

عداكِ الفقرُ ما عدتِ المنايا … رفَاعِيَّ القَنَاة ِ، لَهُ نَقِيرُ

وَإنّ بَني رِفَاعَة َ مِنْ تَمِيمٍ، … همُ اللجأُ المؤملُ والنصيرُ

همُ الأخيارُ منسكة ً وهدياً … وَفي الهَيْجَا كأنّهُمُ الصّقُورُ

مرائيبُ الثأي حشدُ المقاري … وُفاة ٌ حِينَ لا يُوفي خَفِيرُ

إذا غارَ الندا لخواء نجمٍ … فَسَيْبُ بَني رِفَاعَة َ لا يَغُورُ

بهمْ حدبُ الكرامِ على الموالي … و فيهمْ عنْ مساءتهمْ فقورُ

عَنِ النّكْرَاء كُلّهُمُ غَبيُّ، … وَبالمَعْرُوفِ كُلّهُمُ بَصِيرُ

خَلائِقُ بَعْضُهُمْ فيها كَبَعضٍ … و يؤمُّ صغيرهمْ فيها الكبير

وَخُوصٍ قَدْ قَرَنْت بِهنّ خُوصاً … تجافى َ الغيثُ عنها والخضور

كأنّ جُمَامَهَا لَمّا اسْتَجَمّتْ … غايا مجربٍ فيهنَّ قير

فخضخضتُ النطافَ ليعملاتٍ … نَوَاشِطَ حينَ يَستَغطي البَرِيرُ

فسافتْ ثمَّ أدركها نجاءٌ … على البصراتِ يقصدُ أو يجور

كَأنّ زُهَاءهُنّ، مُوَلّياتٍ، … بِذِي الحَوْمَانَتَينِ، قَطاً يَطيرُ

قلائصَ عذبتْ ليلى عليها … و عذبَ ليلها نسعٌ وكورُ

برى قمعاتها سيري اليهمِ … وَتَهْجِيِري إذا صَخَدَ الهَجِيرُ

فكَمْ وَاعَسنَ مِنْ حَبلٍ إلَيهِمْ، … و منْ قورٍ مواجههنَّ قور

و منْ حنشٍ تعرضَ للنايا … كأنَّ مجرهُ فيها جرير

وَقَفٍّ كالسّحابَة ِ حينَ أوْفى َ، … بَعِيدَ الغَوْلِ، أسْفَلُهُ وُعُورُ

وَقَوْمٍ ضَامِزِينَ على نَداهُمْ، … إذا سئلوا كما ضمزَ الحمير

نأنى ودهمْ فنأيتُ إني … بذلكَ حينَ لا أدنى جديرُ