كمْ أعيا بحربِ أعزلْ – ابن سهل الأندلسي

كمْ أعيا بحربِ أعزلْ … و يسبي جيشَ اصطباري

سفّاكْ تزْهِيه القلادهْ … قديرٌ بلا اقتدارِ

الطرفُ بالنورِ قاصرْ … عن ربربْ تلكَ المقاصرْ

تحفُّ بها خَواطِرْ … و تتعبْ فيها خواطرْ

الحتفُ غرورٌ فاترْ … لا أرهبْ غرارَ باترْ

و لقيا ذي الغنجِ أقتلْ … للصبّ من ذي الغِرارِ

عَيناكْ فِيها زيادهْ … أعيتْ ماضي الشفارِ

بي أهيفْ كالغصنِ تثنيه … ريحانِ صبا وسكرُ

هل يرشفْ مقبلُ فيه … وردانِ شهدٌ وخمرُ

لو اسعفْ حوسى محبيه … أرواني والشوقُ جمرُ

مِنْ سقيا ذاكَ المقبَّلْ … العذبِ وَمَنْ يُماري

مِسواكْ مقبولُ الشهادهْ … يروي عن ريّ الأوارِ

أفادا ماء الشجون … من صدري حلو المراشفْ

قد زادا على الغصون … بالخصرِ وبالسوالفْ

وسادا بدرَ الدجون … بالثغرِ وبالمعاطفْ

والظّبيا بالنّطقِ أخجلْ … فليربي ولا مباري

ولاكْ حسنكَ السيادهْ … على القضبِ والدراري

كم تصرمْ ففوتُ لقياك … ظمائي هذي الدماء

لَوْ ترسمْ يصبحُ جدواك … ارجائي ليل الرجاء

أو تنظمْ في حسن مرآك … ارمائي إلى رواء

لأحيا نفساً وعللْ … من قلبِ فِيهِ مطاري

أهواكْ والهوى عبادهْ … فلا تصلني بناري

أستدنيهِ حَباً فينزحْ … ويدنيهِ زورُ المنامِ

بادي التيهِ كالمهرِ يمرحْ … فيطغيهِ مسُّ اللجامِ

غنّتْ فِيهِ غيداءُ تمزحْ … فتهديهِ حرَّ الغرامِ

باللَّه يا طيراً مدلَّلْ … سِرْبي وَسْطَ القِفَارِ

إياكْ تحرك القلادهْ … ترمي صخيرة ً بداري