كل الأمر من الذي ملك الأمرا – إبراهيم اليازجي

كل الأمر من الذي ملك الأمرا … وصابر عليه ما استطعت له صبرا

على مثل ما تشكو الحياة وإنما … أرى جزع المكروب كربته الأخرى

وأجمل بالمرء التجمل أنه … إذا عافه طوعاً تكلفه جبرا

هو الدهر لا يبقى على شطر حالة … فبرء يلي سقماً ويسر يلي عسرا

وأن قصارى كل ضيق وأن يطل … إلى فرج يدعو الكئيب لك البشرى

إذا ما عدمنا طلعة البدر ليلة … فلا بد بعد الليل أن ندرك الفجرا

يمحص هذا الدهر صبر رجاله … فيوسعهم سبكاً ليخلصهم تبرا

وأن الظبي تلقي على الصقل شدة … فتخرد بعد الصقل ضاحكة بشرا

فديتك يا من بات يشكو من الضبي … وبي ما به مما طوت كبدي الحرى

ومن عاده قلبي الكليم وإنما … أحب لعيني أن تحيط به خبرا

إذا طال مكث الداء عندك مدة … فصبرك قد ألقى على طوله قصرا

وإن عبثت يوماً بجسمك علة … فما عبثت بالعرض والشيمة الغرا

أجلك أن أدعوك بحراً لأنني … أرى أضعف الأنفاس قد حرك البحرا

عهدتك ممن لا تروع عظيمة … حشاه ولا يخشى لنائبة شرا

ومن ذاق طعمي حالتيه فلم يكن … ليحفل للأيام خلا ولا خمرا

ومن صحب الأخطار حتى غدا لها … أليفاً فما تلقى على قلبه ذعرا

إليك سلام راح باسمك عاطراً … يطارح في البيداء من عرفه العطرا

سلام يؤدي من شبح كلما انتهى … إليك سلام منه أتبعه عشرا