كان على بعضِ الدُّروبِ جَملُ – أحمد شوقي

كان على بعضِ الدُّروبِ جَملُ … حَمَّلهُ المالكُ ما لا يُحملُ

فقال : يا للنَّحسِ والشقاءِ … إن طال هذا لم يطلْ بقائي

لم تحمِلِ الجبالُ مثلَ حِملي … أظنُّ مولاي يريدُ قتلي

فجاءَهُ الثعلبُ من أَمامِهْ … وكان نالَ القصدُ من كلامهْ

فقال : مهلاً يا أخا الأحمالِ … ويا طويلَ الباعِ في الجِمالِ

فأَنتَ خيرٌ من أَخيكَ حالا … لأَنني أَتعَبُ منك بالا

كأَن قُدّامِيَ أَلفَ ديكِ … تسألني عن دمها المسفوكِ

كأَنّ خَلفي أَلفَ أَلفِ أَرنبِ … إذا نهضتُ جاذبتني ذنبي

وربَّ أمٍّ جئتُ في مناخها … فجعتُها بالفتكِ في أَفراخِها

يبعثني منْ مرقدي بكاها … وأَفتحُ العيْن على شكواها

وقد عرفتَ خافيَ الأحمالِ … فاصبِرْ. وقلْ لأُمَّة ِ الجِمال:

ليسَ بحملٍ ما يملُّ الظهرُ … ما الحملُ إلا ما يعافي الصَّدرُ