قم يا صاحب الزمان – حسن عميص
وعطرُ حادي الليلِ بالحنينِ مرَّ
صوتٌ أليمُ نعيٌ قديمُ
وظلٌّ محزونٍ غريب .. أتى بِذكرى
يجولُ في طفِّ البلا ..مُحيي الشريعة
عيناهُ تَحكي عن أسى تِلكَ الفجيعة
عُنقاً يُميلُ مثلما مال الرضيعُ
يدعو هناكَ ليتني كنتُ رضيعه
ويلاه جدي مات عطشاناً على رملِ الطفوفِ
لو كنتُ معه ليتني.. وقيتُهُ حدَّ السيوفِ
وهبتهُ نحري وصدري وعيوني وكفوفي
بحر الحزن بي طمى
عيني دمعها دِما
انتظر وعد السما
قم يا صاحب الزمان
____
كيفَ اتاكَ شهرُ الرزيّة
وكيفَ تُحيي المأتمَ كلَّ عشيّه
انتَ المعزّى ندري ولكن
قل لي إمامي أينَ نوفيكَ العزيّة
من جمعةٍ لجمعةٍ والقلبُ ينعى
لُغاتنا ماتت وصارَ البوحُ دمعا
أهَل تزورُ الطفَّ يا ثارَ الغريبِ
من الفراتِ هل لكم للتلِّ مسعى
لا زالتِ الحورا على انتظارَ في بابِ الخيامِ
لا زالَ رأسُ السبطِ مرفوعاً على رأسِ السّهامِ
لا زالَ عبدُ الله مذبوحاً على صدرِ الإمامِ
والأيتامٌ والنّسا
حتى صُبْحُها مسا
قم يا وارِث الكسا
قم يا صاحب الزمان
___
نحيى هواكُم... نرجو لِقاكم
نبلسمُ من دمعِنا جُرحَ الطفوفِ
رغمَ الهوانِ .. والامتحانِ
نبقى كما علَّمتنا بالعهدِ نوفي
نحنُ الذين استضعفوا في الأرضِ دهرا
نزداد حبا كلما نزدادُ قهرا
ومنكمُ يا سيّدي نقتاتُ صبرا
نفديكمُ لو عزَّتِ الازمانُ نحرا
كم من فتى كالقاسم دون الولي اهداه منحر
كم الفُ ليلى عندنا قد أرضعت بالعزمِ أكبر
وكم زهيرٍ شابَ لكن قلبُه بالحبِّ أزهَر
يا ايام فاشهدي
بالارواح نفتدي
للنهج المحمدي
للقا صاحبِ الزمان
لا يوجد تعليقات حالياً