قل ما أردت فما عليك جناح – أحمد محرم
قل ما أردت فما عليك جناح … أسدى كذلك تذهب الأرواح
يا للضحايا الحاملات جراحها … يغدى بها محمولة ويراح
فتك السلاح بها حواسر مالها … غير النفوس الوالهات سلاح
هتفت تحيي مصر في أتراحها … فتخرمت وتوالت الأتراح
أودى رصاص القاذفين بفتية … هم بالنفوس لدى الفداء سماح
غضبوا لمصر تصاب في آمالها … ولحقها الغالي المصون يباح
عصفت بهم أيدي الردى فكأنما … عصفت بريحان الرياض رياح
يتساقطون مهذبا فمهذبا … غض الشباب جبينه وضاح
النور في دمه المطهر مشرق … والطيب منتشر الشذى فواح
يا للشباب جرى على آماله … قدر من الموت الزؤام متاح
ذخر البلاد أضاعه أبناؤها … فمضى يشيعه أسى ونواح
خطب تبيت له المدائن والقرى … شتى الجراح وما درى الجراح
لا الليل ليل من تطاول همها … للغائبين ولا الصباح صباح
تبكي على الفتيان في آنافهم … شمم وفيهم نخوة وطماح
بيض الصحائف والمواقف ما بهم … خور ولا هم بالنفوس شحاح
شهداء ليس من أبطالها … من سلمه حرب لنا وكفاح
يوحي فتنطلق السهام وما رمى … أيدي الرماة سهامه والراح
ملك السواعد والمناكب فهي في … يده سيوف للأذى ورماح
تلك الحلوم النازعات إلى الهوى … ما للقضية أو تثوب نجاح
يا قوم جدوا لا حياة لمن يرى … أن الحياة مجانة ومزاح
أنظل شتى والبلاد أخيذة … يودى بها من حولنا ويطاح
أفما لكم إن قام شعب ناهض … إلا خلاف قائم وصياح
فيم الخلاف وقد تبين أمركم … أفتنكرون الحق وهو صراح
مصر الحياة فما لمن لا يتقي … فيها الأبوة والبنين فلاح
داء الشعوب الفرد ليس يضيره … شعب يضام وأمة تجتاح
ما عذر من يأبى الحياة لقومه … ويقول موتوا والنفوس صحاح
الموت للمرضى الضعاف وهذه … مصر الأبية قوة ومراح
نهضت تسد على المغير مجاله … وتريه سد الموت كيف يزاح
لم يثنها والظلم يهدر حولها … كالرعد صوب للردى سحاح
تمشي كما مشت العروس يزينها … من ساطع الدم مطرف ووشاح
أغلى اللآلئ قيمة ما ضم من … تلك القذائف تاجها اللماح
نشوى ولا غير النفوس مراقه … من حولها خمر ولا أقداح
أهي المآتم في البلاد مقامة … لشباب مصر أم هي الأفراح
ضرم الحمية يطفئ الضرم الذي … يجد الحزين ويشتكي الملتاح
أتهان مصر ونحن حول لوائها … الموت أكرم والقبور فساح
مهلا فلا الحجاج في جبروته … يهوي بنا صببا ولا السفاح
إنا انطلقنا صاعدين لغاية … للمجد منطلق بها وسراح
ماذا يراد بنا وأين حلومنا … فسد الزمان فما يرام صلاح
أيظل هور على الكنانة ناعبا … فيقال غنى البلبل الصداح
أنروح صماً والحوادث رجف … أنظل بكما والخطوب فصاح
لسنا من الضأن الذليل فترتوي … منا المدى ويبيدنا الذباح
لا تنعم الأرواح في عليائها … إلا إذا شقيت بها الأشباح
ما للسياسة لا المثالب عندها … سود الوجوه ولا الذنوب قباح
عرض يشق على الرماة وراءه … وجه يبرح بالهداة وقاح
تلد المظالم ثم تزعم أنها … للعدل بين العالمين لقاح
حكم الشريعة من حبائل مكرها … والسورة الغراء والإصحاح
خجلت مسابحها وتلك مسوحها … كادت لطول عذابها تنصاح
زيدوا ملائكة الحضارة إنه … عمل لكم ولعصركم فضاح
أنتم مصابيح الشعوب وهذه … دنيا الظلام أنارها المصباح
الشرق أبصر في الحياة سبيله … ومضى فنعم العامل الكداح
الله أكبر من يكذب وعده … ويظن أن الضيق لا ينداح
باب الحياة هداية من نوره … ولمن يلوذ ببابه المفتاح
رب أهدنا واجمع قوى زعمائنا … فلعلنا نكفى الأذى ونراح
أنظل صرعى والمصائب حولنا … سود رواكد ما لهن براح
كلمات: يسلم بن علي
ألحان: فلكلور