قل للأَمير أدامَ اللَّهُ دولتَهُ – ابن الرومي
قل للأَمير أدامَ اللَّهُ دولتَهُ … وزادَهُ في علوّ القدرِ والصيتِ
ماذا يقول امرؤ قال الإلهُ لهُ … من اجتبيتَ لتجديد المواقيتِ
من ذا نُقيمُ مواقيتَ الصلاة به … حتى يقومَ على رغم الطواغيتِ
أترتضي لحقوقي رعي ذي عَوَرٍ … وقد جعلتك رَجماً للعفاريتِ
وقد فتحتُ عليك الشرقَ متصلاً … بالغرب لم تخلُ من نصر وتثبيت
ألم يكن قدرُ حقي أن توفِّيَه … إلا أُعيورَ لا يهدي لتوقيتِ
لو كان حقك ما رعيت موقِفَهُ … إلا بأعين نُظَّام اليواقيتِ
لكنَّ حقِّيَ خسَّسْتَ الرقيبَ له … فوقتهُ الدهرَ مأخوذ بتنحيتِ
راعيتَ حقي بذي عينٍ مُقَوتة ٍ … أجريت رزقي عليه غير تقويتِ
ماذا يكون جوابُ المرء حينئذٍ … أعاذك اللَّه من لؤم وتبكيتِ
طهِّر ثيابك ممن لا يؤهِّلُهُ … عند العُطاس ذوو التقوى لتشميتِ
طهِّر ثيابك ممن لا ثيابَ له … من ذنبه غيرُ أطمارٍ مَهاريتِ
سَيِّرْه عنك إلى رُسْتاق معجلة ٍ … أو قفرة ٍ من قفار الأرض سختيتِ
معادِنُ الزفت أولى أن تلائمُهُ … يا معدنَ المسك فانبُذْه إلى هِيتِ
أبا عليٍ وظُلماً ما كُنيتَ بها … لقد ضَللْتَ بأَتياهٍ سباريتِ
كيف النجاة وقد أوغلتَ معتسفاً … ولست بين فيا فيها بخِرِّيتِ
أقبلت أعورَ عُوَّاراً تحاربني … وما العواوير أكفاءُ المصاليتِ
ماذا دعاك بلا أجرٍ تطالبُهُ … إلى قتالك قُدَّامَ التوابيتِ
نبَّهتَ حربي وكانت عنك راقدة ً … فاصبر لأَنكرِ تصبيحٍ وتنبيتِ
كأنني بك قد قابلتَ نائرتي … بالخَرْق تخبط فيه خبطَ عمِّيتِ
كمُتّقٍ لفحَ نارٍ يستعدّ لها … بالجهل دِر عين من نفطٍ وكبريتِ
فكان عوناً عليه ما استعانَ به … وشتَّتَتْه يدَاهُ أَيَّ تشتيتِ
أصبحتَ أعيا أخي عِيٍّ وأهذَرَهُ … قُبحاً لكلّ غبيٍ غيرِ سكيتِ
يُلقيك في الغَي عَيٌّ ناطق أبداً … ويسلم المرءُ ذو العِيّ الصَّميميتِ
خُذها تَبوعاً لمن ولى مُسوَّمة ً … كأنها كوكبٌ في إثر عِفريتِ