قصيدة الطبيعة – إيليا أبو ماضي
روض إذا زرته كئيبا … نفّس عن قلبك الكروبا
يعيد قلب الخليّ مغرا … و ينسى العاشق الحبيبا
إذا بكاه الغمام شقّت … من الأسى زهرة الجيوبا
تلقى لديه الصّفا ضروبا … و لست تلقى له ضريبا
و شاه قطر الندى فأضحى … رداؤه معلما قشيبا
فمن غصون تميس تيها … و من زهور تضوع طيبا
و من طيور إذا تغنّت … عاد المعنّى بها طروبا
و نرجس كالرقيب يرنو … و ليس ما يقتضي رقيبا
و أقحوان يريك درّا … و جلّنار حكى اللّهيبا
و جدول لا يزال يجري … كأنّه يقتفي مريبا
تسمع طورا له خريرا … و تارة في الثرى دبيبا
إذا ترامى على جديب … أمسى به مربعا خصيبا
أو يتجنّى على خصيب … أعاده قاحلا جديبا
صحّ فلو جاءه عليل … لم يأت من بعده طبيبا
و كلّ معنى به جميل … يعلّم الشاعر النسيبا
أرض إذا زارها غريب … أصبح عن أرضه غريبا