قد جاء مشحوناً كتاب الله جل – ابن شهاب

قد جاء مشحوناً كتاب الله جل … وسنّة الداعي إلى خير الملل

بذم ذات الفحش والتبرّج … وامرأة تخرج للتفرّج

وما تركت فتنة بعدي أضر … من النساء بالرجال في الخبر

ومن تكن بين الرجال ماشية … بالطيب فهي في الحديث زانية

بحبسهن في البيوت وردا … حديث خير المرسلين أحمدا

وعنه أنها لعورت ثبت … يستبشر الشيطان مهما خرجت

وأنها أقرب ما تكون … لله في بيت لها يصون

وكم أحاديث بهذا وارده … وكتب أهل العلم أيضاً شاهده

هذا ولو لم يأت في التنزيل … منع ولا زجر عن الرسول

لكان حقاً بالحياء والحجى … والدين أيضاً منعهن المخرجا

يصدّهن ما زكى من الشيم … عن الوقوف في مواقف التهم

أف لكل امرأة وجاريه … تظل ما بين الرجال جاريه

صارت بهذا عرضة للفسقة … لعرضها بمشيها ممزّقه

تلقاهم طراً يلاحظونا … حسن خضاب الكف والعيونا

فكل خود لم يسعها خدرها … يصغر بين العالمين قدرها

في ألسن الفساق لا تزول … ووصفها لديهم يطول

هذا يقول غادة ٌ هيفاء … وذا يقول عينها نجلاءُ

وذا يقول قدّ ما رشيق … وذا يقول لونها أنيق

أقل خزي تلقه ومثلبه … إن خرجت مستورة مجلببه

أن يستبين حجمها للناظر … ويدر حسن كفّها والناظر

وربما يميل قلبها إلى … ذي صورة جميلة فتبتلى

فميلهن حاصل من النظر … ضرورة إذ ذاك من طبع البشر

فتتعب العفيفة المراقبة … في دفع ذاك الميل خوف العاقبة

ومن تكن بعكسها توصّلت … بأي ممكن إلى من اشتهت

وربما تضمر بغض بعلها … وتظهر الحب له في قولها

ومن تلازم بيتها وتجهر … بالصوت فهو بالفساد مشعر

بل ربما وحسبها في الدار … بالقهر من رجالها الأحرار

وبعضهن تدعي وتزعم … بأنها تغض عمَّا يحرم

وأنها في غاية العفاف … والبعد عن رذائل الأوصاف

وهي تظل في الطريق راتعة … لا تحتسي ذاهبة وراجعة

أنى يصح ما ادعته الجاهلة … قول بلا فعل ودعوى باطله

وإن تقل من دينها التبرّج … جلّ النساء في الجموع تخرج

ففي الحديث أنهن أكثر … أهل الجحيم هل عليها تصبر

تقول ما بال ابنة العالم أو … زوجاته يفعلن ما عنه نهوا

وذاك عين الجهل بل قد اشتهر … فسق كثير من نسا قوم غرر

وزوجتا نوح ولوط كانتا … خائنتين في الكتاب قد أتى

ومن تكن تجالس الفواجرا … ففي مخازيهن بالقرب ترى

يجررنها إلى الحضيض الأوهد … إذ بالمقارن القرين يقتدي

بالمنع أم المؤمنين عائشة … أفتت مخافة ارتكاب الفاحشة

تبّت يدا من للنساء يهمل … يا ليت شعري من له يجندل

أبالنساء يا عزيزي تثقُ … من يأمن النساء فهو الأحمق

فكيدهنّ يا أخي عظيم … وفعلهنّ غالباً ذميم

تغتر من كلامها المرونق … حتى كأن مثلها لم يخلق

من لا يغار قلبه منكوس … بالنص بل ودينه معكوس

وما ظننت قط زوجاً أو أبا … يرضى بأن تخالط الأجانبا

يصير بالإذن لها ديوثا … مستهجناً لدى الورى خبيثا

وكل ذي مروءة وغيرة … يمنعهن المشي في الأزقّة

لم يرض ذو طبع سليم في ابنته … أو ذات محرم له أو زوجته

في الطرق إذ تزاحم الرجالا … أو أن تلين لهم المقالا

هذا لعمري المنكر المألوف … حتى كأنه هو المعروف

نعوذ بالله من العصيان … ومن فساد الوقت والزمان