فيمَ الجفا وعلامَ الصدُّ والمللُ – الهبل

فيمَ الجفا وعلامَ الصدُّ والمللُ … ما بالها انقطعتْ ما بيننا الرسلُ

شتان ما بيننا في الحب ؛ حظكمُ … مني الوفاء ؛ وحظي منكم المللُ

قال الحواسدُ إني قد سلوتكمُ … يا كذب ما ذكروا عني وما نقلوا ؛

لا فزتُ يا سادتي منكم بعطفِ رضى … إن كان لي عنكم من بعدكم بدلُ .

ولا أرى الله طرفي غرَّ أوجهكم ؛ … إن كانَ بعدكم بالنوم يكتحلُ ؛

ولا بلغتُ مرادي من وصالكمُ ؛ … إن كانَ يلوي فؤادي عنكم عذلُ ؛

نأيتمُ فنأى السلوان واتسعتْ … أبوابُ صبري حتى ضاقتِ الحيلُ ؛

وكان ظني بكم قبل النوى حسناً ؛ … حتى نأيتم فخابَ الظنّ والأملُ ؛

حملتُ فوق الذي أقوى وكنت فتى ً ؛ … لاناقة ٌ ليَ في هذا ولا جملُ

والهجر يفعلُ في الأحشاء لاعجهُ … ما ليسَ تفعلهُ العسالة ُ الذبلُ ؛

وقد أتيتُ بوصفِ الوق مختصراً … وعند مالكي التفصيل والجملُ

وموجبُ العتب أني صرتُ مذْ زمنٍ … ما جاءني منكمُ كتبٌ ولا رسلُ .