فديتكَ زائراً في كلِّ عامٍ – مصطفى صادق الرافعي

فديتكَ زائراً في كلِّ عامٍ … تحيِّ بالسلامةِ والسلامِ

وتُقبِلُ كالغمامِ يفيضُ حيناً … ويبقَ بعدَهُ أثرُ الغَمامِ

وكم في الناسِ من دَنِفٍ مَشوقٍ … إليكَ وكمْ شجيِّ مُستهامِ

رمزتُ لهُ بألحاظِ الليالي … وقد عيَّ الزمانُ عنِ الكلامِ

فظلَّ يعدُّ يوماً بعدَ يومٍ … كما اعتادوا لأيَّامِ السِّقامِ

ومدَّ لهُ رواقُ الليلِ ظِلاً … ترفُّ عليهِ أجنحَةُ الظلامِ

فباتَ وملءَ عينيهِ منامٌ … لتنْفُضَ عنهُما كَسَلَ المَنامِ

ولم أرَ قبلَ حبَّكِ من حبيبٍ … كفى العُشاقَ لوعاتِ الغرامِ

فلو تدرِ العوالمُ ما درينا … لحنتْ للصلاةِ وللصيامِ

بني الإسلامَ هذا خيرُ ضيفٍ … إذا غَشَيَ الكرِيمُ ذرى الكِرامِ

يلُمكمْ على خيرِ السجايا … ويجمعكُم على الهِمَمِ العِظامِ

فشُدُّوا فيهِ أيديكُم بعزمٍ … كما شدَّ الكَمِيُّ على الحُسامِ

وقوموا في لياليهِ الغوالي … فما عاجتْ عليكُم للمُقامِ

وكم نفرٍ تغرهمُ الليالي … وما خُلقوا ولا هيَ للدَوامِ

وخلوا عادةَ السفهاءِ عنْكم … فتِلكَ عوائدُ القَومِ اللئامِ

يُحلُّونَ الحَرَامَ إذا ما أرَادوا … وقد بَانَ الحلالُ منَ الحرامِ

وما كلُّ الأنامِ ذوي عُقولٍ … إذا عدَّوا البَهائِمَ في الأَنامِ

ومن روتْهُ مرضَعةُ المعاصي … فقد جاءَتهُ أيَّامُ الفِطامِ