غصنٌ من الأبنوس رُكّب في – ابن الرومي
غصنٌ من الأبنوس رُكّب في … مؤتزرٍ معجبٍ ومنتطقْ
ألا يابن القنوطِ عجبتُ جداً … لمُستدعاكَ شرّي والتماسِكْ
وكيف طمعتَ في استضعافِ ليثٍ … مخالبُهُ شوارع لاختلاسِك
وثبْتَ على الهزبر وأنت كلبٌ … ولم تحسِبْه ينشطُ لافتراسِكْ
فدونَكَ قد بُليتَ به مليئاً … بحطم قناة ِ ظهرك وانتهاسكْ
وكنتَ مُكلَّفاً تعتسُّ شراً … فقد صادفت حتفك في اعتساسك
وأجدِرْ باحتراقكْ حين تعشو … إلى نارٍ وأبْعِدْ باقتباسك
إذا نحن انتضينا مُنصلَينا … عرفت حديدَ قرنِك من نحاسك
ضمنتُ لك احتباسَ الحلمِ حتى … أطيل على الهوان مدى احتباسك
أتاني عنك أنك عِبتَ شعري … وما زلتَ المضلَّل في قياسك
فقلتُ عساهُ كان به نُعاسٌ … وعندي مايُطير من نعاسك
هجاء إن سكنتَ له تمادى … وإن شامَسْتَ ذلَّل من شِماسك
تفوحُ له فواتحُ منك تحكي … صديدك ميتاً عند انبجاسك
أقِلني لا عَدِمَت أخاَ عُفوّاً … يُقيلُكَ عند عَثْرِك وانتكاسك
جهلتُ الأبنوسَ فقلتُ غصنٌ … ولم أحسبه بعضَ قرون راسك
وقد فهمتني فرجعتُ عما … نكرتَ عليَّ فاكففْ حدَّ باسك
وأنت فتى ً أحطتَ بكلّ علمٍ … لغوصك في است أمك واغتماسك
وقد نُوظرتَ في أشياء شتَّى … فلم تعرف فُساءك من عُطاسك