غبارُ الكِلْس يُعمينا – نزار قباني

كفى يا شمس تموزٍ

فمنذ البدء غير الكلس ، لم تشرب أراضينا

ومنذ البدء نستعطي سماءً ليس تُعطينا ..

كفانا نلعق الأحجارَ

والأسفلتَ ، والطينا

كفانا ، يا سماواتٍ

من القصدير تكوينا ..

جلودُ وجوهنا يَبِستْ

تشقّقَ لحمُ أيدينا ..

لماذا ؟ ترفضُ الأمطارُ أن تسقي روابينا

لماذا؟ تنشفُ الأنهارُ إنْ مرَّتْ بوادينا ..

لماذا تصبح الأزهارُ فحماً في أوانينا

لأنّا قد قتلنا العطرَ .. واغْتَلنا الرياحينا ..

وأغمدنا بصدر الحُبِّ ، أغمدنا السكاكينا ..

لأن الأرض تشبهُنا

مناخاتٍ وتكوينا …

لأن العقمَ ، كل العُقْم

لا في الأرض بل فينا …

لأن العقمَ ، كل العُقْم

لا في الأرض بل فينا …

لأن العقمَ ، كل العُقْم

لا في الأرض بل فينا …