عوجي علينا واربعي ربة َ البغلِ – جرير
عوجي علينا واربعي ربة َ البغلِ … وَلا تَقْتُليني، لا يَحِلّ لكمْ قَتلي
أعاذلُ مهلاً بعضَ لومكَ في البطلِ … و عقلكَ لا يذهبْ فانَّ معي عقلي
فإنّكَ لا تُرْضِي، إذا كُنتَ عاتِباً، … خليلكَ إلاَّ بالمودة ِ والبذلِ
أحقا رأيتَ الظاعنينَ تحملوا … مِنَ الغِيلِ أوْ وَادي الوَرِيعة ذي الأثلِ
لَياليَ إذْ أهْلي وَأهْلُكِ جِيرَة ٌ، … و إذْ لا نخاف الصرمَ إلا على َ وصلِ
وَإذْ أنَا لا مَالٌ أُرِيدُ ابْتِيَاعَه … بمَالي وَلا أهْلٌ أبِيعُ بِهِمْ أهْلي
خليليَّ هيجا عبرة ً أوْ قفا بنا … على مَنْزِلٍ بَينَ النّقِيعَة ِ وَالحَبْلِ
فإنّي لَبَاقي الدّمعِ إنْ كُنْتُ بَاكِياً … على كُلّ دارٍ، حَلّها مَرّة ً أهْلي
تُرِيدِينَ أنْ نَرْضَى وَأنْتِ بَخِيلَة ٌ، … و منْ ذا الذي يرضي الأحباءَ بالبخلِ
لعمركِ لولاَ اليأسُ ما انقطعَ الهوى … وَلَوْلا الهَوَى ما حَنّ مِن وَالِهٍ قَبلي
سقى الرملَ جونٌ مستهلٌ ربابهُ … وَما ذاكَ إلاّ حُبُّ مَنْ حَلّ بالرّملِ
متى تَجمَعي مَناً كَثيراً، وَنَائِلاً … قليلاً تقطعْ منكِ باقية ِ الوصلِ
ألا تَبْتَغي حِلماً فتَنهَى عنِ الجَهلِ، … و تصرمُ جملاً راحة ً لكَ منْ جملِ
فلا تَعْجَبَا من سَوْرَة ِ الحُبّ وَانظُرَا … أبَا خَالِدٍ لا تُشْمِتَنّ أعَادِياً
ألا ربَّ يومٍ قدْ شربتُ بمشربٍ … سقى الغيمَ لمْ يشربْ بهِ أحدٌ قبلي
وَهِزّة ِ أظْعَانٍ، كَأنّ حُمُولَها، … غداة َ استقلّتْ بالفَرُوق، ذُرَى النّخلِ
طَلَبْتُ وَرَيَعانُ الشّبابِ يَقُودُني، … و قد فتنَ عيني أو توارينَ بالهجلِ
فَلَمّا لحقْنَاهُنّ أبْدَينَ صَبْوَة ً، … و هنَّ يحاذرنَ الغيورَ منَ الأهلِ
على سَاعَة ٍ لَيْسَتَ بِساعَة ِ مَنظَرٍ، … رَمَينَ قُلُوبَ القَوْمِ بالحَدَقِ النُّجلِ
وَما زِلْنَ حتى كادَ يَفْطِنُ كاشِحٌ … يزيدُ علينا في الحديثِ الذي يبلي
فلمْ أرَ يوماً مثلَ يومٍ بذي الغضا … أصَبْنَا بهِ صَيْداً غَزِيراً على رِجْلِ
ألذَّ وأشفى للفؤادِ منَ الجوى … و أغيظَ للواشينَ منهُ ذوي المحلِ
وَهاجِدِ مَوْماة ٍ بَعَثْتُ إلى السُّرَى ، … و للنومُ أحلى َ عندهُ منْ جنى َ النحلِ
يكونُ نُزُولُ الرَّكْبِ فِيها كَلا وَلا، … غِشاشاً، وَلا يدنُونَ رَحْلاً إلى رَحلِ
ليَوْمٍ أتَتْ دُونَ الظِّلالِ سَمُومُهُ، … وَظَلّ المَها صُوراً جَماجمُها تَغلي
تمنَّى رِجالٌ مِنْ تَميمٍ ليَ الّردَى ، … و ما ذادَ عنْ أحسابهمْ ذائدٌ مثلي
كَأنّهُمُ لا يَعْلَمُونَ مَوَاطِني، … و قدْ علموا أنيَّ أنا السابقُ المبلي
فَلَوْ شاء قَوْمي كانَ حِلمي فِيهُمْ، … و كانَ على َ جهالِ أعدائهمْ جهلي
لَعَمْرِي لَقَدْ أخزَى البَعيثُ مجَاشِعاً، … وَقالَ ذَوُو أحسابهِمْ: ساء ما يُبْلي
لعمري لئنْ كانَ القيونُ تواكلوا … نوارَ لقدْ أبتْ نوارُ إلى َ بعلِ
ليَ الفضلُ في أفناءِ عمروٍ ومالك … وَما زِلتُ مُذْ جارَيْتُ أجرِي على مهلِ
و ترهبُ يربوعٌ ورائي بالقنا … و ذاكَ مقامٌ ليسَ يزري بهِ فعلي
لَنِعْمَ حُمَاة ُ الحَيّ يُخشَى وَرَاءهُم … قَدِيماً وَجِيرَانُ المَخَافَة ِ وَالأزْلِ
لَقَدْ قَوْسَتْ أمُّ البَعيثِ، وَلم تَزَلْ … تزاحمُ علجاً ثادرينْ على كفلِ
تَرَى العَبَسَ الحَوَليّ جَوْناً بكُوعِها … لها مَسَكاً في غَيرِ عاجٍ وَلا ذَبْلِ
لَياليَ تَنْتَابُ النِّبَاجَ، وَتَبْتَغي … مَرَاعِيهَا بِينَ الجَداوِلِ وَالنّخْلِ
وَهَلْ أنْتَ إلاّ نَخْبَة ٌ من مُجاشعٍ … تُرَى لحَية ٌ في غيرِ دِينٍ وَلا عَقْلِ
بني مالكٍ لا صدقَ عندَ مجاشعٍ … و لكنَّ حظاً منْ فياشٍ على َ دخلِ
و قدْ زعموا أنَّ الفرزدقَ حية ٌ … و ما قتلَ الحياتِ منْ أحدٍ قبلي
و ما مارستْ منْ ذي ذبابٍ شكيمتي … فيفلتَ فوتَ الموتِ إلاَّ على َ خبل
و لما ارتقى القينُ العراقيُّ باستهِ … فَرَغْتُ إلى القَينِ المُقَيَّدِ في الحِجْلِ
رَأيْتُكَ لا تَحْمي عِقالاً وَلمْ تُرِدْ … قتالاً فما لاقيتَ شرٌّ منَ القتلْ
وَلَوْ كُنتَ ذا رَأيٍ لمَا لُمتَ عَاصِماً، … وَما كانَ كُفؤاً ما لَقيتَ منَ الفَضْلِ
و لما دعوتَ العنبريَّ ببلدة ٍ … إلى غَيرِ ماء لا قَرِيبٍ، وَلا أهْلِ
ضللتَ ضلالَ السامريَّ وقومهِ … دَعَاهُمْ فظَلّوا عاكِفِين على عِجلِ
فلما رأى أنَّ العنبريَّ كأنما … تَرَى بنَسِيء العَنبَرِيّ جَنَى النّحلِ
فأوردكَ الأعدادَ والماءُ نازحٌ … دَليلُ امرِىء ٍ أعطَى المَقادة َ بالدَّحلِ
ألمْ ترَ أني لا تبلُّ رميتي … فمنْ أرمِ لا تخطئْ مقاتلهُ نبلى
فَباتَتْ نَوَارُ القَينِ رِخْواً حِقابُها … تُنازِعُ ساقي ساقِها حَلَقَ الحِجْلِ
تقبحُ ريحَ القينِ لما تناولتْ … مِقَذَّ هِجَانٍ إذْ تُساوِفُهُ فَحْلِ
فأقسمتُ مالاقيتِ قبلي منَ الهوى َ … و أقسمتُ ما لاقيتِ منْ ذكرٍ مثلي
… يودونَ لوْ زلتْ بمهلكة ٍ نعلي